للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مفضل: فالتف إلي الأوزاعي،

فقال لي: قم بنا من هاهنا، فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا، وإن هذا ما يبالي.

أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبانا ابن خليل، أنبانا أبو المكارم التيمي، أنبانا أبو على الحداد، أنبانا أبو نعيم، حدثنا ابن حيّان، حدّثنا الحسن بن هارون، حدثنا الحسن بن شاذان النيسابوري، حدّثنى محمد بن مسعود، عن سفيان قال: أدخلت على المهدي بمنى، فسلمت عليه بالامرة، فقال: أيها الرجل! طلبناك، فأعجزتنا، فالحمد لله الذي جاء بك، فارفع إلينا حاجتك.

فقلت: قد ملأت الأرض ظلما وجورا، فاتق الله، وليكن منك في ذلك عبرة.

فطأطأ رأسه، ثم قال: أرأيت إن لم استطع دفعه؟ قال: تخليه.

وعن سفيان: الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول ذلك زهدك في نفسك (١).

عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، سمعت الثوري يقول: خرجت حاجا أنا وشيبان الراعى مشاة، فلما صرنا ببعض الطريق، إذا نحن بأسد قد عارضنا، فصاح به شيبان، فبصبص، (٢) وضرب بذنبه مثل الكلب، فأخذ شيبان بأذنه، فعركها، فقلت: ما هذه الشهرة لي؟ قال: وأيّ شهرة ترى يا ثوري؟ لولا كراهية الشهرة، ما حملت زادي إلى "مكة" إلا على ظهره (٣).


(١) انظره في "الحلية" ٧: ٦٩.
(٢) البصبصة: تحريك ذنبه طمعا أو خوفا.
(٣) الخبر في "الحلية" ٧: ٦٨ - ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>