المحاربي: سمعت الثوري يقول للغلام إذا رآه في الصف الأول: احتلمت؟ فإن قال: لا.
قال: تأخّر.
يوسف بن أسباط: سمعت الثوري يقول: ليس شئ أقطع لظهر إبليس من قول: لا إله إلا الله.
وعن الفريابي قال: أتى سفيان .. "بيت المقدس"، فأقام ثلاثة أيام، ورابط بـ "عسقلان" أربعين يوما، وصحبته إلى "مكة".
عبد الله بن خبيق: حدثنا الهيثم بن جميل، عن مفضل بن مهلهل، قال: حججت مع سفيان، فوافينا بـ "مكة" الأوزاعي، فاجتمعنا في دار، وكان على الموسم عبد الصمد بن على، فدق داق الباب، قلنا: من ذا؟ قال: الأمير.
فقام الثوري، فدخل المخرج، وقام الأوزاعي فتلقّاه، فقال له: من أنت [أيها الشيخ]؟ قال: أنا الأوزاعي.
قال: حيّاك الله بالسّلام، أما إن كتبك [كانت] تأتينا فنقضى حوائجك، ما فعل سفيان؟ قال: فقلت: دخل المخرج.
قال: فدخل الأوزاعي في إثره، فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك.
فخرج سفيان مقطبا، فقال: سلام عليكم، كيف أنتم؟ فقال له عبد الصمد: أتيت أكتب عنك هذه المناسك، قال: أولا أدلّك على ما هو أنفع لك منها؟ قال: وما هو؟ قال: تدع ما أنت فيه، قال: كيف أصنع بأمير المؤمنين؟ قال: إن أردت كفاك الله أبا جعفر.
فقال له الأوزاعي: يا أبا عبد الله! إن هؤلاء ليس يرضون منك إلا بالإعظام لهم.
فقال: يا أبا عمرو! إنا لسنا نقدر أن نضربهم، وإنما نودّبهم بمثل هذا الذي ترى.