للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى هذا بلال الحبشي، وأبو لهب الهاشمي، وأبو جهل القرشي.

وقد أشدّ الخطيب الخوارزمي (١) في هذا المعنى، وأجادَ، فقال:

إلى التُقَى فانْتسِبْ إن كنتَ مُنْتَسِبًا … فليس يُجديكَ يومًا خالِصُ النَّسَبِ

بِلالٌ الحبشيُّ العَبْدُ فَاق تُقىً … أحرَارَ صِيدِ قُرَيشٍ صَفْوَةَ العَرَب

غَدَا أبُو لهَبٍ يُرْمَى إلى لَهَبٍ … فيه غَدَتْ حَطَبًا حَمَّالَةُ الحَطَب

وذكر القاضي عياض في "الشفاء" (٢) عن الشعبى، قال: صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه، ثم قربت له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس، فأخذ بركابه، فقال زيد: خَلِّ عنه يا ابن عم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا.

فقبَّل زيد يدَ ابن عباس، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا، صلَّى الله عليه وسلَّم.

ففعل ابن عباس فعله معه بالعلم، وإنه إنما بالغ في التواضع إلى هذه الغاية، لكونه عالمًا، وابن عباس ابن عباس. انتهى.

وفي أوائل "شرح الهداية" لمحمد بن محمد المعروف بابن الشحنة حكاية مشهورة، نقلها هو وغيره عن عطاء، وأظنّه عطاء بن السائب الكوفي، قال: دخلتُ على هشام بن عبد الملك بالرصافة، فقال: يا عطاء، هل لك علم بعلماء الأمصار؟ قلت: بلى، يا أمير المؤمنين.

فقال: من فقيه أهل "المدينة"؟ قلت: نافع مولى ابن عمر.

قال: فمن فقيه أهل "مكة"؟ قلت: عطاء بن أبي رَبَاح.

قال: مولى أم عربي.

قلت: مولى.


(١) هو صاحب المناقب الموفق بن أحمد المكي خطيب خوارزم.
(٢) انظر شرح الشفا للخفاجي ٣: ٤٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>