للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أطلقوا هذا على علمائهم تشبّهًا بهم، وتقليدًا لهم، ومنعوا من إطلاقه على غير أهل العلم، ثم طال الأمد، وقصرت الهمم، وتساهلت الناس في إطلاق الألقاب، على غير ذوي الألباب، وشارك الفاضل المفضول، وتساوى العالم بالجهول.

وصار من ليس لهُ منْصِبٌ … يُقال عنه جاهلٌ يَمْذُقُ

ومَن غدا بالمال ذا ثروةٍ … يُقال عنه عالمٌ مُفْلِقُ

مَوْلَى الموالي كلِّهم وهو بالْـ … ـحقِّ غَبِيٌ جاهلٌ أحمقُ

والعلمُ عندَ الله لا يُرْتجىَ … به نوالٌ لا ولا يُرْزَقُ

ولا ترى عنه امْرَءًا سائلًا … ولا به يُعْطَى ولا يُنْفِقُ

هذا ولم يبق من يستحق أن يوصف بالمولوية بالديار الرومية، على الوجه الأكمل، والوصف الأجل، إلا جماعة يسيرة، ذُكر آباؤهم في هذه الطبقات، ووفينا كلًا منهم حقه، أدام الله تعالى بهم جمال هذه الدولة العُثمانية بمنه وكرمه.

وأما ما يُنسب إلى أبي حنيفة من الشعر فكثير، منه قوله:

إن يحسُدُوني فإنِّي غيْرُ لائمهمْ … .........................

البيتين السابقين.

ومنه قوله: وقد اتفق له مع شيطان الطاق (١) في الحمام لما رآه الإمام مكشوف العورة، ونهاه عن ذلك، ما هو مشهور، وهو (٢):

أقول وفي قولي بلاغٌ وحِكمةٌ … وما قلتُ قَوْلًا جئتُ فيه بمُنكَرِ

ألا يا عباد الله خَافُوا إلهَكمْ … فلا تدخلوا الحمَّامَ إلا بمِئزرِ


(١) هو أبو جعفر محمد علي بن النعمان البجلي الكوفي الأحول.
(٢) ذيل الجواهر المضية ٢: ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>