وتولى رياسة تحرير مجلّة "المعارف" الشهرية، وعكف على التأليف والتحقيق مكبّا على إكمال "سيرة النبي"، مشاركا في حركة الخلافة مسايرا لعواطف المسلمين مع الاحتفاظ بأشغاله العلمية وذوقه الأدبي وطبعه الهادي، فأحرز بذلك مكانة خاصّة من بين العلماء والمشتغلين بالسياسة، واختير عضوا في وفد الخلافة الذي قرّر إرساله إلى عاصمة الجزائر البريطانية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف ليبلغ إلى أركان الدولة وجهة نظر مسلمي "الهند" في الخلافة العثمانية وارتباطهم بقضيّتها، فرافق الزعيم المسلم الشهير محمد علي الرامبوري، والسيّد حسين البهارى وغيرهما، فقابل أركان الدولة وقادة الرأي في "أوربا" ورجال السياسة في العالم الإسلامي، وزار "لندن" و"باريس" القاهرة، وقاد وفد الخلافة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف إلى "الحجاز" للإصلاح بين الملك عبد العزيز والشريف حسين، وعقد الملك عبد العزيز بن سعود مؤتمرا للعالم الإسلامي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودعا علماء المسلمين وزعمائهم ليقرّروا مصير البلاد، وقرّر المسلمون إرسال وفد، واختاروه رئيسا للبعثة، واختير نائب الرئيس لحفلات المؤتمر، ودعاه الملك نادر خان ملك "أفغانستان" في رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف، ليستفيد من تجاربه ودراساته في سياسة البلاد التعليمية وتوجيه المعارف في "أفغانستان"، فرافق الدكتور محمد إقبال والسيّد رأس مسعود، وزار "كابل" و"غزنين"، وأكرمه الملك، واحتفت به البلاد، ومنحته جامعة "علي كره" الإسلامية شهادة الدكتوراة الفخرية في الآداب لستّ خلون من صفر سنة ائنتين وستين وثلاثمائة وألف اعترافا بمكانته العلمية، وعلوّ كعبه في العلوم والآداب.
وكان مع انقطاعه إلى العلم والتحقيق وشهرته التي طبقت الآفاق يحن إلى إكمال نفسه ونيل درجة الإحسان، ويشعر بحاجة إلى من يرشده في دقائق إصلاح النفس وكمال الإخلاص والتحقيق، وساقه سائق التوفيق