وافاه الأجل غرّة ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف، وحضر جنازته كبار العلماء وأعيان البلاد وسفراء الحكومات الإسلامية والعربية، ودفن بحوار الشيخ شبير أحمد العثماني.
كان السيّد سليمان الندوي ربع القامة، مائلا إلى القصر، له وجه مشرق، تلوح عليه أمارات الهدوء والسكينة، ويعلوه الوقار والرزانة، له لحية كثّة مستديرة، وحبين واسع زاهر، ممتلئ الوجنتين، واسع العينين، تشفان عن ذكاء وحياء، أزجّ الحاجبين، ورقيق الشفتين، نقيّ اللون، بين سمرة وبياض، نظيف الملابس دائما، لا يراه الناس قطّ في وسخ وتبذّل، ملتزما للعمامة في الأسفار والمجامع، مقلا من الكلام، كثير الصمْت، دائم الفكرة، امتزج العلم بحلمه ودمه، فلا يعني إلا به، ولا يتحدّث إلا عنه، مديم الاشتغال بالمطالعة والبحث، دائم المذاكرة للعلماء في العلم والدين، سلس القريحة، سائل القلم في التأليف والتصنيف، ليست الخطابة في المجامع العامّة والخوض في السياسة من طبعه وذوقه، فلا يتقدّم إلى ذلك إلا متكلّفا أو مضطرًا، راسخا في العلوم العربية وآدابها، عالي الكعب، دقيق النظر في علوم القرآن وعلم التوحيد والكلام، واسع الاطلاع، غزير المادّة في التاريخ، وعلم الاجتماع والمدينة، منشئا صاحب أسلوب أدبي في اللغة الأردية، كاتبا مترسّلا في اللغة العربية، شاعرا مقلا في اللغتين مع إحسان وإجادة، حليما صابرا يقهر النفس، ويتسامح مع الأعداء والمعارضين، ضعيف المقاومة في شؤونه الشخصية، يتحمّل ما يرهقه، ويشقّ عليه.
كان من كبار المؤلّفين في هذا العصر، ومن المكثرين من الكتابة والتأليف، مع سعة علم ودقّة بحث وتنوع مقاصد.
له تكملة "سيرة النبي" لأستاذه في خمسة مجلّدات كبار، تعتبر دائرة المعارف في السيرة النبوية والعقيدة الإسلامية، و"خطبات مدارس" من خير ماكتب في السيرة النبوية، ونقل إلى الإنكليزية والعربية، و "أرض القرآن" في