للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودخل "بغداد"، فقرأ على التاج بن السَّبّاك.

وتوجّه إلى بلاد الشرق، ودخل "اليَمَن"، وأقْبَل عليه صاحبُها، وباشَر عنده نَظَرَ الجَيْش، وتزوَّج ابنة الوزير، وحجَّ صُحْبَة المجاهد، ثم دخل "دمشق"، ثم تولَّى تَوْقيعَ الدَّسْتِ بـ "الدّيار المصريَّة"، ثم وَلِيَ نظرَ الأحْباس بها، ثم حجَّ، ودخل "اليَمَن"، وكان قد وَلِيَ القضاء بـ "بغداد" وبـ "مَارِدين".

وكان مُطَّرِح الكُفْلة، بَشوشا، رَضيَّ الخُلُق، وربّما مشى تحت قلعة "دمشق"، وفي "باب اللُّوق" بـ "مصر"، وغير ذلك.

وكان ناظما بليغا، جوَّد الموَشِّح والزَّجَل والمواليّا، وغيرَ ذلك.

وهو القائل (١):

بدا الشَّعْر في الخَدِّ الذى كان مُشْتَهًى … فأخُفَى عن المعشوق حالي وما يَخْفى

لقد كانت الأرْدافُ بالأمس رَوْضة … من الوَرْدِ وهي اليوم موردةُ الحَلْفَا

وله أيضا (٢):

عشِقتُ يحيى فقال لي رجلٌ … لمْ يُبْقِ فيك الغرامُ من بُقْيا

تعْشَقْ يحيى تموت قلتُ له … طوبَى لصبٍّ يموتُ في يحيى

وله في المجون (٣):

أيْرِي كبيرٌ والصغيرُ يقول لي … اطْعُنْ حشاي به وكن صِنْديدا

فأجبْتُ هذا لا يجوز فقال لي … عندي يجوزف … تقليدا

وذكره الصلاح الصَّفَدِيّ في "أعيان العصر وأعْوان النصْر"، فقال: الشيخ، الإمام، الفاضل، الأديب، الفقيه، الرئيس، القاضي، صَدْر الدين، أبو


(١) الدرر الكامنة ٢: ٢٤٥، والوافي بالوفيات ١٥: ٣٨٥ - ٣٨٨.
(٢) الدرر ٢: ٢٤٥، والوافي ١٥: ٣٨٣.
(٣) الدرر ٢: ٢٤٥، والوافي: ١٥: ٣٨٣، وذكر ابن حجر أنهما نسبا للمعمار أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>