الإسلامية العريقة الشهيرة بـ دار العلوم ديوبند (١)، موظّفا في مصلحة الإشراف على المدارس والكلّيات والحكومية.
ولد العلامة العثماني في أسرة علمية دينية عريقة معروفة في بلدة "ديوبند"، ونشأ على حبّ الاطلاع والعكوف على الدراسة، تلقّى مبادئ العلوم في بيته في صباه، ثم التحق عام ١٣١٩ هـ بالجامعة الإسلامية دار العلوم، ديوبند، التي كانت آنذاك مكتظّة ومُزْدَانة بالعلماء الربّانيين المعروفين،
(١) كانت مدرسة دار العلوم بمدينة "ديوبند" الواقعة على بعد مائة ميل من العاصمة "دهلي"، مركزا للحركات العلمية والدينية في شبه القارة الهندة البكستانية بأكملها، وكان يطبق نظامها التعليمي في جميع المدارس الدينية في ذلك الحين، اللّهم إلا القليل منها، ومدرسة دار العلوم هذه هي مدرسة تلاميذ الشيخ أحمد السرهندي، الملقّب بـ مجدّد الألف الثاني، وهي كذلك مدرسة تلاميذ الشاه ولي الله وأولاده، ومن كبار مؤسسيها أمير المجاهدين حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، قائد حركة المجاهدين، وهى مدرسة مسئولة عن المجاهدين في ميدان القتال ضدّ قوى الكفر من السيخ والإنجليز، ومسؤلة عن الدعوة والإرشاد في "الهند"، والتصدّي لأيّ هجوم عدواني على الدين الحنيف، كذلك فقد قامت بإعداد الشخصيّات الفذّة من أبنائها العلماء المجاهدين، الذين قهروا جيوش الأعداء، كما حفلت البلاد بكثرة مؤلّفاتهم ومصنّفاتهم، التي استضاءت بنورها بلاد الهند، فحاربوا البدع والخرافات، وأقاموا المناظرات والمجادلات المجابهة المفسدين والمضلّلين داخل البلاد وخارجها، وبذلك كسبت مدرسة دار العلوم كلّ احتياجات الدعوة بأهل البلاغ والإرشاد، مما أدّى إلى إبراز دورها الجديد في البلاد في تكوين الأسس الحاضرية والثقافية في جميع المجالات العلمية والمدنية للمسلمين، إذ أنها تشبه الأزهر الشريف في شبه القارة، حيث لا نجد أيّ حركة من الحركات النضالية ضدّ الكفر، إلا وقد أقامها أبناء هذه المدرسة ومؤسّسها.