بورعهم ورسوخهم في العلم وتصلّبهم في الدين، مثل: الشيخ المحدّث محمود حسن الديوبندي، شيخ الحديث ورئيس هيئة التدريس بالجامعة الأسبق، ورائد النهضة العلمية والسياسية في شبه القارة الهندية، وصاحب خطّة الرسائل الحريرية، فاغترف من علومهم جميعا، وتشبّع بروح العلم والدين، وارتوى من معارف الشيخ محمود حسن، حتى أصبح لسانه الناطق، وساعده الأيمن، وشارح أفكاره الحصيفة، وتخرّج في الجامعة عام ١٣٢٥ هـ -١٩٠٧ م بعد أن تضلّع من العلوم الدينية كلّها.
كانت له مساهمة فعّالة في كفاح التحرير ضدّ الإنكليز، ودور بارز في النشاطات السياسيّة، التى كانت تعيشها "الهند"، فقد كان عضوا متحمّسا بارزا في حركة الخلافة، وقام بخدمات مشكورة، في خصوص جمع التبرّعات للدولة التركية، وذلك عندما اندلعت نار الحرب في منطقة "بلقان" عام ١٣٣٣ هـ، الموافق عام ١٩١٤ م، كما أنه بقي عضوا في اللجنة التنفيذية لجمعية علماء الهند لمدّة طويلة، وزعيما كبيرا من صفّ الرعيل الأول من قادتها.
إلا أنه استقال عن الجمعية عندما حدث بينه وبين قادة الجمعية الآخرية خلاف في قضية الوطني الموحّدة، وانضمّ إلى العصبة الإسلامية، التي كانت تطالب بإنشاء دولة مستقلّة للمسلمين، وأصبح زعيما بارزا فيها بالإضافة إلى أنه تم ترشيحه من قبل العصبة لعضوية لجنة كانت قد شكلت لإعداد دستور البلاد، وذلك عن طريق الانتخابات، التي جرت في عام ١٣٦٥ هـ -١٩٤٦ م، كما أنه اختير عضوا لمجلس وضع الدستور لـ "باكستان" كممثل "البنغال الشرقية"(بنغلاديش حاليا).
ولما تم توزيع البلاد إلى "الهند" و"باكستان" عام ١٣٦٦ هـ هاجر مع أسرته إلى "باكستان"، فإنه كان في طليعة من العلماء المسلمين، الذين شمّروا