عن ساق جدّهم لتمهيد السبيل إلى إنشاء دولة مستقلّة للمسلمين، وألّفوا كتبا وكتيبات كثيرة، وألقوا خطبا حماسيّة، وقاموا بجولات في مناطق "الهند" كلّها لأجل توعية الشعب المسلم بالحاجة الأكيدة إلى إنشاء "باكستان"، كما أنه تحمّل كلّ مشقّة، وضحى بكلّ غال ونفيس، واستعذب كلّ مصيبة في هذا السبيل، وساهم في إعداد مشروع القانون الإسلامي للحكومة البكستانية، وقام بنشاطات علمية دينية وسياسية متنوعة في "باكستان".
وبعد أن فرغ من تحصيل العلوم انتخب مدرّسا في المدرسة الإسلامية الواقعة في جامع فتح فوري "دهلي"، وعيّن رئيس المدرّسين بها، ثم ١٣٢٨ هـ دعاه أرباب جامعة دار العلوم بـ "ديوبند"، وعيّنوه مدرّسا للدراسات العليا، فدرّس، وأفاد، وحدّث، أجاد، ومن أهمّ الكتب التي درّسها "صحيح الإمام مسلم القشيري" رحمه الله تعالى.
استمرّ في التدريس في جامعة ديوبند الإسلامية إلى ١٣٤٦ هـ، ثم رحل إلى الجامعة الإسلامية بـ"دابيل" مع رفقائه الأعالم، كشيخ المحدّثين محمد أنور شاه الكشميري، والشيخ المفتي عزيز الرحمن الديوبندي، فأقام هناك يدرس الحديث والتفسير عدّة سنين، وبعد أن توفي العلامة محمد أنور شاه الكشميري انتخب شيخ الحديث في الجامعة المذكورة، ثم في ١٣٥٤ هـ عاد إلى جامعة ديوبند الإسلامية بأمر من حكيم الأمة التهانوي، وآخرين من كبار العلماء، وعيّن عميدها، ولم يزل على هذا المنصب الجليل إلى ١٣٦٢ هـ، ثم استقال من هذا المنصب، وعاد إلى "دابيل".
من تلاميذه رحمه الله تعالى: المفتي محمد شفيع الديوبندي، المفتي الأكبر بـ"باكستان"، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، (شيخ الحديث في الجامعة الأشرفية سابقا)، والشيخ أبو المآثر حبيب الرحمن الأعظمي (صاحب تعليقات