أحمد العثماني رحمه الله، فقام بهذا العمل الجليل بأحسن وجه وأتمّ صورة. ولكنّه سافر هذه المرة إلى خارج البلاد، ثم كان الشيخ التهانوي رحمه الله يريد أن يتمّ تأليف "أحكام القرآن" في أسرع وقت ممكن. فاختار رحمه الله أن يفوّض هذا العمل إلى أربعة من أصحابه:
١ - العلامة المحقّق الكبير الشيخ ظفر أحمد العثماني رحمه الله تعالى.
٢ - العلامة الفقيه مولانا الشيخ المفتي محمد شفيع رحمه الله تعالى.
٣ - العلامة المحدّث الفاضل مولانا الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي رحمه الله تعالى.
٤ - العلامة الثبت مولانا الشيخ المفتي جميل أحمد التهانوى، حفظه الله تعالى، ففرّق أحزاب القرآن الكريم إلى هؤلاء الأربعة، فقام كلّ واحد بتأليف ما فوّض إليه من هذا الكتاب، وربما دعاهم الشيخ رحمه الله تعالى إلى مقرّه بقرية "تهانه بهون"، ليتمكّن من النظر في ما تمّ تأليفه، ويتمكّنوا من مراجعته عند الحاجة.
ولحضرة الشيخ كتب كثرة أخرى يجاوز عددها مائة، وطبع أكثرها باللغة الأردية، مما يتعلّق بسائر العلوم الدينية، وتلقّاها الأمّة بالقبول، ونفع الله بما خلقا كثيرا. وإنما ذكرنا بعضها الأهمّ وتركنا البقيّة، إذ يحتاج ذكرها إلى رسالة مفردة.
وبالجملة، فقد وفّقه الله تعالى لأن يخدم الإسلام والمسلمين بكلّ عضو من أعضائه، حتى أصبحت حيوته موقوفة على الدين وأهله، ولعلّنا لا نعمل الإطراء إذا قلنا: إنه لم يخط بعد الفراغ من دراساته خطوة إلا وهي ترجع إلى باعث ديني حميد، فتارة هو مشتغل بتدريس الحديث في دار العلوم وإشراف أحوالها، ومرّة تراه يصنّف كتبا دينية قيّمة، يكافح بها فتنا، أحدقت بالإسلام من كلّ جانب، وطورا تشاهد يحضّ المسلمين على الإياب إلى هداية دينهم، وأخرى تزوره وهو يسعى لتطبيق الشريعة