شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني الحضرمي الأستاذ الكبير المحدّث الصوفي الفقيه*.
ذكره الشلي في "المشرع الروي"، وقال: إنه ولد بمدينة "تريم" سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، وحفظ القرآن وغيره، واشتغل على والده، وأخذ عنه، وتفقّه على الفقيه فضل بن عبد الرحمن بافضل، والشيخ زين باحسين بافضل، وأخذ عن القاضي عبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم، ورحل إلى "الشحر" و"اليمن" و"الحرمين" في سنة ستّ عشرة بعد الألف، وأخذ عن الشيخ محمد الطيّار، وله معه مناظرات ومفاكهات، وأخذ عن الشيخ العراقي صاحب "أكمة سعيف"، وهي قرية قريب "الجندر"، وحجّ في هذه السنة، وأخذ بالحرمين عن جماعة، وأخذ في رجوعه من "الحجاز" عن السيّد عبد الله بن علي صاحب الوهط، والسيّد أحمد بن عمر العيدروس بـ"عدن"، والشيخ عبد المانع، وألبسه خرقة التصوّف أكثر مشايخه، وأخذ بـ"اليمن" عن كثيرين، منهم: الشيخ أحمد الحشيبري، والسيّد جعفر بن رفيع الدين، والشيخ موسى بن جعفر الكشميري، والسيّد علي الأهدل، وسمع خلقا كثيرا، ولازم الاشتغال والتقوى.
ثم رحل إلى "الهند"، فدخلها في سنة خمس وعشرين وألف، وأخذ عن الشيخ عبد القادر بن شيخ، وكان يحبّه، ويثني عليه، وبشَّره ببشارات، وألبسه الخرقة، وحكمه، وكتب له إجازة مطلقة في أحكام التحكيم.
ثم قصد أقليم "الدكن"، واجتمع بالوزير الملك عنبر وبسلطانه برهان نظام شاه، وحصل له عندهما جاه عظيم، وأخذ عنه جماعة، ثم سعى بعض المردة بالنميمة، فأفسدوا أمر تلك الدائرة، ففارقهم، وقصد إبراهيم عادل شاه البيجابوري، فأجلّه، وعظّمه، وتبجّح السلطان بمجيئه إليه، وعظم