للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروَى له الشَّيْخان.

رُوِيَ أنّه ذُكِرَ له أن يحيى بن سعيد يتكلَّم فيك. فقال: لسْتُ بحيٍّ ولا ميِّت إذا لم أذْكَرْ.

قال الذهبِيّ: سمع من يزيد بن أبي عُبيد، وجماعة من التابعين. وكان واسع العلم، ولم يُرَ في يده كتاب قطُّ.

وذكره ابن عَساكر، في "تاريخ دمشق"، وأثْنَى عليه.

ورُوِيَ أنه كان كبير الأنف، وأنَّه حكَى عن نفسه أنَّه تزوَّج امرأة، وأنَّه أراد تقْبيلَها، فمنَعه أنفه، فأمالَه إلى أحد جوانب وجهها، فقالت له: نَحِّ رُكْبتَك عن وجهي. فقال: ليس هذا ركبةً، إنما هو أنفٌ.

وعن محمد بن عيسى الزَّجَّاج، قال: سمعت أبا عاصم يقول: مَن طلب هذا الحديث فقد طلب أغلَى الأمور، فيجب أن يكون خيرَ الناس.

وعن أبي داود سليمان بن سَيف قال: كنتُ مع أبي عاصم النَّبيل، وهو يمشي وعليه طَيْلَسان، فسقط عنه طَيْلسانه، فسوَّيْتُه عليه، فالْتَفَت إليَّ، وقال: كلُّ معروف صدقة. فقلتُ: مَن ذكره، رحمك الله، فقال: أخبرنا ابن جُرَيْج، عن عَطاء، عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنه قال: كُلُّ مَعْروفٍ صَنَعْتَه إلى غَنِيٍّ أو فَقير، فهو صَدَقة. (١)

وعن أحمد بن سعيد الدّارِمِي، قال: سمعتُ أبا عاصم النَّبيل يقول: طلبُ الحديث حِرْفَةُ المفاليس، إن كان صاحبَ تجارةٍ ترك تجارتَه حتى تَذْهب، وإن كان صاحبَ صَنْعَة ترك صَنْعتَه حتى تخْرَب، حتى إذا بلغ ما يُريد، وبلغ سبعين سنة، جاء صَبِيّان، فقعدا بين يَدَيْه، فإن كان الشيخ ذَكِيّا قالا: ما أكْيَسَه. وهو على حَداثة سِنّه إن قيل له: كَيِّسٌ. غَضِب، وإن كان الشيخ مُغَفَّلا قالا: ما يُحْسِن قراءة كتابه.


(١) ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١: ٦٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>