واللجنة المحلّية في هذا الشأن عقدت اجتماعها في الجامعة يوم ٢ جمادى الأخرى ١٣٩٢ هـ، وقرّر أن يعقد اجتماع كبير في الجامعة في ٥ - ٦ رجب ١٣٩٢ هـ، لدراسة أجوبة العلماء حول الأسئلة المشار إليها.
وحسب المقرّر عقد المؤتمر الموسّع لعموم "الهند" في مدينة "بومباي" في ٢٠ - ٢١ ذو القعدة ١٣٩٢ هـ. ونظرا لأهمية الموضوع ارتأى العلماء أن تكون الدعوة موجّهة من قبل رؤساء وقادة شتى المنظّمات الإسلامية المعروفة. وكان كذلك فقد اجتهدت جميع المنظّمات والجمعيات الإسلامية في عقد المؤتمر، وقد تكلّل بالنجاح من جميع الاعتبارات بشكل غير عادي، وبإجماع ممثلي جميع المنظّمات المساهمة في الدعوة لعقد هذا المؤتمر بما فيها أهل السنّة والشيعة والديوبندية والبريلوية، وأهل الحديث والجماعة الإسلامية، وكلّ من الطوائف، التي تنتمي إلى الإسلام، ويعتبرها الدستور الهندي مسلمة، أسندت رياسة المؤتمر إلى سماحة الشيخ محمد طيّب رحمه الله تعالى.
ومن على منبر هذا المؤتمر التاريخي المشهود أعلن الشعب المسلم بجميع طوائفه ومذاهبه أنه لن يتحمّل أيّ تدخّل للتغيير في أحواله الشخصية، وتمخّض المؤتمر عن قيام هيئة للأحوال الشخصيّة لعموم "الهند"، تمثل جميع المذاهب والمدارس الفكرية للمسلمين، وأجمع المؤتمرون على انتخاب الشيخ محمد طيّب رئيسا للهيئة، والشيخ منت الله الرحماني أمير الشريعة لولايتي بـ "يهار" و"أريسه" سابقا، المتوفى ١٤١١ هـ. أمينا عاما للهيئة، وقد ظلّا يتولّيان مسؤوليتهما نحو الهيئة لآخر لحظة من حياتهما.
وبشهادة التاريخ يسجّل أن "الهند" المستقلّة لم تشهد منبرا موحّدا للدفاع عن الشريعة الإسلامية خصوصا، وقضايا الإسلام والمسلمين عموما أقوى من منبر هيئة الأحوال الشخصيّة لعموم "الهند".