للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطلحي، حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، حدثنا سعيد بن سالم البصري، قال: سمعتُ أبا حنيفة يقول: لقيتُ عطاءً بـ "مكة" فسألتُه عن شيء، فقال: من أين أنتَ؟ قلتُ: من أهل "الكوفة"، قال: أنت من أهل القرية الذين فرَّقُوا دِيْنَهم وكانوا شِيَعًا؟ قلت نعم! قال: فمِنْ أيِّ الأصناف أنت؟ قلتُ: ممن لا يَسُبُّ السلفَ، ويؤمنُ بالقدر، ولا يُكَفِّرُ أحدًا بذنب، قال: فقال لي عطاء: عرفتَ فالزم". ا هـ.

وقال الإمامُ المحدّثُ الفقيه شيخ الخطيب البغدادي، القاضي، أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمرى في كتابه "أخبار أبي حنيفة وأصحابه" (١): "أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا مُكرَّم، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبيد الله، عن عبد الله بن محمد بن نوح، قال: ثنا حفص بن يحيى، قال: ثنا محمد بن أبان، عن الحارث بن عبد الرحمن، قال: كنا نكون عند عطاء، بعضُنا خلفَ بعض، فإذا جاء أبو حنيفة أوسَعَ له، وأدناه". ا هـ.

قلتُ: وصنيعُهُ هذا معه يدلّ على أن الإمام أبا حنيفة كان من أنجب تلامذته في الحديث، وقد ذكر الإمامُ عبد الوهَّاب الشعراني في كتابه "الميزان الكبرى" (٢): سَنَدَ: أبو حنيفة، عن عطاء، عن ابن عباس، كما ذكر سَنَدَ: مالك، عن نافع، عن ابن عمر، حيْنَما تعرض لبيان أسانيد الأئمة المجتهدين في الكتاب والسنَّة.

وكذلك شيخه في الفقه حماد بن أبي سليمان أيضًا يُجْلِسُه في صدر الحلقة حذاءَهُ، قال الحافظ أبو بكر الخطيب في "تاريخ بغداد" (٣): "أخبرنا


(١) ص ٨٣ طبع حيدرآباد الدكن بالهند سنة ١٣٩٤.
(٢) ١: ٤٨.
(٣) ١٣: ٣٣٢ - ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>