للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنين فربّته جدّته أحسن تربية، وكانت امرأة حاجّة صالحة، فتلقَّن منها صلاحها وتقواها.

ولما تمَّ له من العمر خمس سنوات شرع في قراءة القرآن الكريم عند كبار حفظته في "ديوبند"، مثل الحافظ نامدار مدرّس دار العلوم، ونائبه الحافظ غلام رسول، ومولانا نذور أحمد، وهو أخو جدّته.

ولما أتمّ السابعة شرع في قراءة الكتب الأردية والفارسية، كتب الحساب والرياضي، عند الشيخ الجليل مولانا محمد ياسين، وهو والد كبير علماء "باكستان". مولانا العلامة الشيخ محمد شفيع الديوبندي، والمفتي الأعظم في "كراتشي". ومؤسّس دار العلوم الإسلامية فيها، رحمه الله تعالى.

ثم انتقل من "ديوبند" إلى "تهانه بهون"، إلى مجلس خاله حكيم الأمة مولانا محمد أشرف علي التهانوي قدَّس الله سرّه، وشرع في قراءة الكتب العربية في الصرف والنحو والأدب عند العلامة المتمكّن مولانا محمد عبد الله الكنكوهي، وسمع من خاله حكيم الأمّة شيئًا من علم التجويد، ونبذا من التلخيصات العشر له، وأجزاء من "المثنوي" للجلال الرومي، وقرأ عند أخيه العالم مولانا سعيد أحمد شيئًا من التلخيصات.

ثم لما اشتغل خاله حكيم الأُمّة في تاليف كتابه العظيم "بيان القرآن" بالأردية ذهب به إلى "كانبور" (١)، وأدخله في المدرسة المسمّاة (جامع العلوم)، التي كان الشيخ حكيم الأمة قد أسّسها حين إقامته في "كانبور"، وفوّض تدريسه وتعليمه إلى أرشد تلامذته مولانا محمد إسحاق البردواني، ومولانا محمد رشيد الكانبوري، فقرأ عندهما كتب الحديث المقرّرة في تلك البلاد، وهي:


(١) "كانبور" كانت معسكر الإنكليز، فتدرجت في العمارة، حتى صارت بلدة كبيرة، على شاطئ نهر "كنك" وهى اليوم مركز لتجارة متّسعة في الأديم، والثياب، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>