وإليك الآن ما كتبه تمهيدا للمجلد الثاني من "إعلاء السنن":
خطبة المجلد الثاني من "إعلاء السنن"
الحمد لله أستعينه، وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدى الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضرّ إلا نفسه، ولا يضرّ الله شيئا.
أما بعد فيا أخي! انظر أولا في خطبة الحصّة الأولى من "إحياء السنن"، ينكشف لك حقيقة الرسالة، ثم اسمع ثانيا أنها مسّت الحاجة لأجل بعض الأسباب التي لا طائل تحت ذكرها إلى تفويض خدمة تأليفها إلى ابن أختي الفطن البارع الذكي المولوي ظفر أحمد، ثبّته الله على المنهج الأرشد، وتبديل اسمها من "إحياء السنن" إلى "إعلاء السنن" واسم تعليقها من "التوضيح الحسن" إلى "إسداء المنن"، مع بقاء اسم ترجمتها على حالها، وترميم بعض مقامات الحصة الأولى منها التي أشيعت سابقا، وتلقيب مجموع المضاف والمضاف إليها بالحصّة الأولى من "إعلاء السنن"، فإذن هذه هي الحصّة الثانية منها.
وسرحت النظر فيها كالأولى حرفا حرفا، فوجدتُها والحمد لله أحسن من الأولى رواية ودراية وكفاية في موضوعها، وباقي التزماتها في تغيير بعض المواضع، وهو يسير بكثير، وتميّز كلامي من كلامه، ونحوه ذلك كالأولى، ولله الحمد على ما أبدى وأسدى، وللآخرة خير لك من الأولى.