الناس من المشتغلين لديّ بخدمة العلم، وشاركني في هذا الخطب، وأعانني عليه بحيث يصحّ أن يقال: إنه هو العامل وأنا المعين، وغيّرت منهجه عن منهج الجامع إلى المنهج السابق، لكونه سهلا خاليا عن التعب، مراعيا فيه ترتيب "الهداية"، ولم أكتف في هذه النوبة على المسائل الاختلافية المقصودة بالجمع، بل أضفت إليها بعض الفروع المتفق عليها، ولو قليلا، لفوائد مخصوصة.
ولما كان هذا مشاكلا لتسويد "إحياء السنن"، رأيت أن أسميه بذلك الاسم القديم، ليكون أيضًا إحياء للدارس الرميم، والله الموفّق لإتمام كلّ أمر عظيم وخطب جسيم، وعلّقت عليه تعليقا موضحا لمعاني الأحاديث، وباحثا عن أسانيدها، وسميتها بـ "التوضيح الحسن على إحياء السنن".
ثم اعلم أني قد كنت رأيت هذا الكتاب إلى كتاب الحجّ حرفا حرفا، بعد أن ألّفه المشير المذكور، وغيّرت مواضع منه حيث وجدت الحاجة إليه، ثم بدا له أن ينظر فيه ثانيا، ويغيّر ما يحتاج إلى التغيير لزعمه السعة في نظره، فأصلح مواضع كثيرة مما كتب قبل، وقد راجع إليّ في ما اشتبه عليه الأمر في قليل من هذه المواضع، واستقلّ بتحرير أكثره، حتى تغيّر الكتاب عن منهجه السابق وانقلب موضوعه، ولم أطلع على ذلك إلا بعد طبع الحصّة الأولى منه، وهي هذه في يدك: ولذا احتيج إلى تأليف الاستدراك عليه، كما ستجد الإحالة عليه في كثير من المواضع بالهندية على الحاشية، والله المستعان، وكان الشروع في ذلك للجمعة الأخيرة من رمضان المبارك سنة ١٣٣١ من الهجرة النبوية، على صاحبها ألف ألف سلام وتحية.