المحدّثين الكبار، وخدماته في علم الحديث، وأجاب عن جميع ما يورد عليه من شبه واعتراضات.
هذا، وإن هذا العمل الذي عمله مولانا الشيخ ظفر أحمد العثماني رحمه الله من دمج الاستدراك الحسن في أصل الكتاب وتسمية هذا الجميع "إعلاء السنن"، ولو حدث منه بعد وفاة حكيم الأمة الشيخ التهانوي رحمه الله، ولكنه كان قد أشار إليه في ما كتبه مقدمة للمجلّد الثاني من "إعلاء السنن"، وإليك عبارته بلفظه في الطبع الثاني من خطبة "إحياء السنن":
خطبة إحياء السنن في الطبع الثاني
الحمد لله أستعينه، وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحقّ بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصمهما فإنه لا يضرّ إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا.
وبعد فهذه جملة من الأدلّة على بعض الفروع من مذهب أقدم الأئمة الأربعة المشهورين المجتهدين في الدين أبي حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه وعنهم وعن أتباعهم أجمعين، مسّت الحاجة إليها في هذا الزمان، حيث أطال الطاعنون ألسنتهم فيه، فلم يبق للسكوت مساغ، وقد كنت سوّدت من قبل بسنين بعض ذلك في جميع الأبواب الفقهية، وسميته بـ "إحياء السنن"، لكنه قد ضاع عني، والحمد لله على كلّ حال، ثم بعد برهة من الزمان عدت في كتابة بعضه على منهج غير المنهج السابق، وسميته بـ "جامع الآثار"، وقد شاع بحمد الله تعالى، لكنه لم يتجاوز أبواب الصلاة، ولم يتيسّر لي أسباب تكميله وتتميمه، إلى أن منّ الله تعالى عليّ الآن، حيث وفّقني للعود إليه بإشارة بعض