للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مالكا، كان إماما، رحم الله الشافعي، كان إماما، رحم الله أبا حنيفة، كان إماما".

وقال في كتابه: "الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء، مالك والشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهم، وذكرِ عيونٍ من أخبارهم وأخبار أصحابهم للتعريف بجلالة أقدارهم" (١): "حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى رحمه الله، قال: أنا أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزّاق التمَّار المعروف بابن داسَهْ، قال: سمعتُ أبا داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني رحمه الله، يقول: رَحِمَ اللهُ مالكا كان إماما، رحم الله الشافعي، كان إماما، رحم الله أبا حنيفة، كانا إماما".

فهذه شهادة الإمام الثبتِ سيّدِ الحفّاظ شيخ السنّة أبي داود الأزدي السجستاني صاحب "السنن" رحمه الله تعالى، في حق الأئمة الثلاثة بإمامتهم، وتجدُ شرحَ هذه الإمامة مستوفى فيما كتبه الإمامُ الحافظ العلامة شيخُ "خراسان" أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله تعالى في مدخل كتابه "دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة" (٢) ونصه:

"فصل: ومما يحق معرفته في الباب أن تعلم أن الله تعالى بعث رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم بالحق، وأنزل عليه كتابه الكريم، وضمن حفظه، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٣) ووضع رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم من دينه وكتابه موضع الإبانة عنه، كما قال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٤)، وترك نبيه في أمته حتى يبين لأمته


(١) ص ٢٣٢ عنيت بنشره مكتبة القدسي بالقاهرة عام ١٣٥٠.
(٢) ١: ٤٣ - ٤٦ طبع بيروت، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٥.
(٣) من سورة الحِجْر، الآية ٩.
(٤) من سورة النحل، الآية ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>