للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبايع الشيخ محمد معصوم بن الشيخ أحمد السرهندي (١)، وأخذ الطريقة عن الشيخ سيف الدين بن محمد معصوم المذكور، وكان يلازمه بأمر والده لذلك، حتى حصلت له نفحة منه، وبشّره بأشياء، واشتهر ذكره في حياة والده، وعظم قدره، فولّاه والده الأعمال العظيمة في أرض "الدكن"، فباشرها أحسن مباشرة، ثم حصل لوالده مرض صعب عطله عن الحركة، وكان ولي عهده من بعده أكبر أولاده دارا شكوه، فبسط يده على البلاد، وصار هو المرجع والسلطان معنى، فلم ترض نفوس إخوته بذلك، فنهض شجاع من "بنغاله"، ومراد بخش من "كجرات"، وعالمغير من أرض "الدكن"، كل منهم يريد أن يقبض على أخيه دارا شكوه، ويتولّى المملكة، فاتفق عالمغير ومراد بخش على ذلك، فقاتلاه، وغلبا عليه، ثم احتال عالمغير على مراد بخش، وقبض عليه، واعتقل أخويه، ثم قتلهما لأمور صدرتْ منهما، وأفتى العلماء أنهما استوجبا القتل، وحبس والده في قلعة "أكبرآباد"، وهيّأ له ما يشتهيه من الملبوس والمأكول وأهل الخدمة من الجواري والغلمان، وكانت جهان آرابيكم بنت شاهجهان تقيم مع والدها في القلعة، والسيّد محمد الحسيني القنّوجي يلازمه، يشتغل عليه، ويذاكره في ما ينفعه في عقباه.

وجلس عالمغير على سرير الملك سنة ثمان وستين وألف، فافتتح أمره بالعدل والإحسان، ورفع المظالم والمكُوس، وأسر غالب ملوك "الهند" المشهورين، وصارتْ بلادهم تحت طاعته، وجبيتْ له الأموال، وأطاعته


(١) نسبة إلى "سرهند": بفتح السين، وسكون الراء المهملتين، معناها رأس "الهند". ويقال لها: "سهرند" بكسر السين المهملة، وفتح الراء، بعدها نون ساكنة، فدال مهملة، ومعناها: غابة الأسد، كانت بلدة عامرة في القديم، وإليها ينسب الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>