للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن ذلك: أنه نهى المستوفين أن يطالبوا الأبناء بغرامات الآباء، ويصادروا أموالهم في القضاء، وأمرهم أن يميزوا في ذلك فيما بين أهل المناصب، فمن كان له منصب "دو بيستي" أو فوق ذلك إلى أربعمائة، فتعفى لهم المطالبة كلّها. ومن كان له منصب فوق تلك المناصب إلى سبعة آلاف فيؤخذ عنهم بقدر الوسع والحالة، فإن ورثوا من آبائهم مالا قدر المطالبة أو فوقها فيؤخذ عنه بالتقسيط في سنين عديدة، وإن ورثوا مالا أقلّ من المطالبة، فيؤخذ عنهم بقدر الميراث تدريجا، وإن علم أنهم لم يرثوا شيئا، فتعفى المطالبة، ولا يؤخذ عنهم شيء.

ومن ذلك: أنه بذل أموالا طائلة على إصلاح الشوارع والطرق في نواحي "الهند" من "أورنك آباد" إلى "أكبرآباد"، ومن "لاهور" إلى "كابل"، وكذلك من "لاهور" إلى "كشمير"، وحفر الآبار، وأجرى العيون، وأسّس الجسور، ورباطات وحمامات ومساجد وإصطبْلات لأبناء السبيل في تلك المسالك، ليستريح الناس بها، فظلّوا آمنين مطمئنّين.

ومن ذلك: أنه بذلَ الأموال الطائلة في بناء المساجد، وبنى مساجد كثرة في أرض "الهند"، وعمّر القديمة منها، وجعل الأرزاق للأئمّة والمؤذّنين والرواتب للمساجد من بسط وسرج وغير ذلك.

ومن ذلك: أنه أسّس دور العجزة (بلغو خانات) في أكثر البلاد فوق ما كانت في العصور الماضية، والمارستانات في أكثر بلاده.

ومن ذلك: أنه كان يرسل العطايا الجميلة إلى أهل الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفا - بعد سنة أو سنتين.

ومن ذلك: أنه وظّف خلقا كثيرا من العلماء والمشايخ ليشتغلوا بالعلم والعبادة، منقطعين فارغي القلوب عن كلّ همّ، ولم يفرّق فيها بين أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>