للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يبعث الأموال إلى الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفا - يشترطها بأن تعطى لأهل الحاجة غير الأغنياء، ولذلك كان الناس ينسبونه إلى البخل، وحاشاه عن ذلك.

ومن مآثره:

أنه كان مجبولا على العدل والإحسان، وفصل القضاء على وفق الشريعة المطهّرة، ولذلك أمر العلماء أن يدوّنوا المسائل والأقضية من كلّ باب من أبواب الفقه، فدوّنوها، وصنّفوا "الفتاوى العالمغيرية" في ستة مجلّدات كبار، ثم إنه أمر القضاة أن يقضوا بها، وكان أسلافه يجلسون يوم الأربعاء من كلّ أسبوع بدار العدل، ويقضون بما يفتيهم العلماء، فإنه اقتدى بهم في ذلك، ولكنّه لشدّة ميله إلى هذا الأمر كان يبالغ فيه، وكان يظهر كلّ بوم بدار العدل بعد الإشراق، فيعرض عليه ناظر العدلية الأقضية، فيحكم بما ألقى الله سبحانه في روعه، ثم كان يطلب الناظر المذكور بالديوان الخاصّ أيضًا، فيعرض عليه المتظلّمين، فيستنطق المتخاصمين بحضرته، ويتأمّل في الأقضية، ويحكم بما أراه الله سبحانه، وربما يدعوهم بين الظهر والعصر أيضًا، ولا يكل من ذلك أبدا.

وهو أول من وضع الوكالة الشرعية في دور القضاء، فولّى رجالا من أهل الدين والأمانة في دور القضاء بكلّ بلدة وعمالة، ليكونوا وكلاءَ عنه فيما يستغاث عليه في الحقوق الشرعية والديون الواجبة عليه، وأجاز للناس أن يستغيثوا عليه عند القاضي، وهو أول من نصب المحتسبين في بلاده، وامتاز في الملوك التيمورية في ذلك.

وقد جمع سيرته كثير من الأخباريين في كتبهم، منهم بختاور خان العالمغيري، فإنه أورد شيئا واسعا من أخباره في كتابه المشهور "مرآة العالم"، ومحمد كاظم بن محمد أمين الشيرازي في "عالمغير نامه"، وهو مقتصر على عشر سنين من ولايته، وألّف مستعد خان كتابه "مآثر عالمغيري" في مآثره

<<  <  ج: ص:  >  >>