المذهَب"، ثم ألَّف القاضي أبو الطيب الطبَرى المتوفى ٤٠٥ هـ مختصرا، ثم ألَّف الإمام أبو عاصم العبَّادي المتوفى ٤٥٨ هـ كتابه، ثم ألَّف الأمام أبو إسحاق الشيرازى المتوفى ٤٧٦ هـ كتابه، وهو أيضا مختصر، وهو غير مقتصر على الشافعية، ثم ألَّف الحافظ عبد الله الجرجاني المتوفى ٤٨٩ هـ كتابه "الطبقات"، ثم ألَّف القاضي عبد الوهَّاب الشيرازي المتوفى ٥٠٠ هـ كتابه "تاريخ الفقهاء"، ثم ألَّف المحدث أبو الحسن البيهقى المعروف بفُنْدُق المتوفى ٥٦٥ هـ، وسماه "وَسَائل الألمعي في فضائل أصحاب الأمام الشافعي"، ثم جمع الإمام أبو النجيب السهروردي مجموعا، ثم جاء الشيخ ابنُ الصلاح المتوفى ٦٤٣ هـ، فألَّف كتابَه، وكان الكتاب مسودة، فأخذَه الشيخ الإمام النَّوَوي المتوفى ٦٧٦ هـ، وزاد فيه أساميَ قليلة، ومات، ثم بيَّضه أبو الحجَّاج المزّي المتوفى ٧٤٢ هـ، ثم ألَّف الشيخ عماد الدين بن باطيش المتوفى ٦٥٥ هـ كتابه، حتى جاء تاجُ الدين السبكى المتوفى سنة ٧٧١ هـ، فصنّف "طبقات الشافعية الكبرى".
أما علماءُ الحنفية فقد تأخّرَ إلى القرن الثامن للهجرة، وكانتْ تراجمُهم في الزمان الماضي ضمنَ كتب التاريخ العامة، وتواريخ البلدان، وطبقات الأدباء، والشعراء، واللغويين، والفقهاء، والمحدثين، ثم قاموا بهذا الأمر الهام، فجاءوا بمؤلفات كثيرة في القرون: الثامن، والتاسع، والعاشر، والحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، ترجمتْ لعلماء المذهب.
ففي القرن الثامن ألَّف نجمُ الدين إبراهيم الطَّرَسُوسي المتوفى ٧٥٨ هـ "وَفَيات الأعيان من مذهب النعمان"، وألَّفَ صلاحُ الدين عبد الله ابن المهندس المتوفى ٧٦٩ هـ تاريخا كبيرا للفقهاء، ثم جاء الحافظ القُرَشي المتوفى ٧٧٥ هـ، فصنَّفَ "الجواهر المضية في طبقات الحنفية"، وقال حاجي خليفة: إنه أول من صنَّف في طبقات الحنفية.
وفي القرن التاسع ألَّف صارمُ الدين إبراهيم القاهري المتوفى سنة ٨٠٩ هـ "نظم العقيان في طبقات أصحاب إمامنا النعمان"، وهو كما ذكرَ حاجي خليفة في ثلاث مجلدات، وجاء بعده مجدُ الدين الفيروز آبادي السميرازي الشافعي المتوفى