للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآفاق وأقاصِي البلاد كلُّ خطاب جَزْل، وقولٍ فصْل، وصارتْ حضرته مَشْرَعا لروائع الكلام، بدائع الأفهام، وثمار الخَواطر، ومجلسُه مَجْمَعا لصَوب العقول، وذَوْب العلوم، ودُرَرِ القرائح، فبلغَ من البلاغة ما يُعَدُّ في السِّحر، ويكاد يدخلُ في حَدِّ الإعجاز، وسار كلامه مَسِيرَ الشمس ونَظَم ناحِيَتَيِ الشرق والغرب، واحْتفَّ به من نُجوم الأرض، وأفْراد العصر، وأبناء الفضل، وفُرْسان الشِّعر، مَن يُرْبِي عددهم على شعراء الرشيد، ولا يقَصِّرون عنهم في الأخذ برقاب القوافي، ومَلَكَ رِقَّ المعاني، فإنَّه لم يجْتمِعْ بباب أحد من الخلفاء والملوك، مثلُ ما اجْتمع بباب الرشيد من قُحولة الشعراء المذكورين، كأبي نُواس، وأبي العَتاهية، والعَتّابِيّ، والنَّمرِيّ، ومُسلم بن الوليد، وأبي الشيص، ومَرْوان بن أبي حَفْصة، ومحمد ابن مُناذر، وجمعتْ حضرةُ الصاحب بـ "أصْبَهانَ" و"الرَّيِّ" و"جُرجان" مثلَ أبي الحسن السَّلامِيِّ، وأبي بكر الخُوارَزْمِي، وأبي طالب المأْمونِيِ، وأبي الحسن البَدِيهِيِّ، وأبي سعيد الرُّسْتُمِيّ، أبي القاسم الزَّعْفَرانِيّ، وأبي العباس الضَّبِّيِّ، وأبي الحسن بن عبد العزيز الجُرجانِيِّ، أبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي هاشم العَلَوِيّ، وأبي الحسن الجَوْهَرِيِّ، وبني المنَجِّم، وابن بابَك، وابن القاشانِيِّ، وأبي الفضل الهَمَذانِيّ، وإسماعيل الشّاشِّيِّ، وأبي العلاء الأسَدِيِّ، وأبي الحسن الغُوَيْريِّ، وأبي دُلّف الخَزْرجِيّ، وأبي حفص الشَّهْرَزُورِيّ، وأبي مَعْمَر الإسماعيليِّ، أبي الفَيّاض الطَّبَرِيّ، وغيرهم ممن لم يبْلُغْنِي ذِكرُه، أو ذهب عني اسمُه.

ومدحه مُكاتَبةً: ابنُ الموسَوِيِّ، وأبو إسحاق الصَّابِيُّ، ابنُ الحَجّاج، ابن سُكَّرةَ، ابن نُباتةَ

وما أحْس وأصْدق قولَ الصاحب، يعني صاحبَ الترجمة (١):

إنّ خيرَ المدّاح مَن مدحَتْه … شعراءُ البلاد في كلِّ نادِ


(١) يتيمة الدهر ٣: ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>