للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله في الشَّمْع (١):

ورائِقِ القَدِّ مُسْتَحَبِّ … يجْمَعُ أوْصاف كلِّ صَبِّ

صُفْرةَ لَوْنٍ وسَكْبَ دَمْعٍ … وذَوْبَ جسمٍ وحَرَّ قَلْبِ

وقوله في الخطِّ واللفظ (٢):

بالله قُلْ لي أقِرطاسٌ تخُطُّ به … من حُلَّةْ هو أم ألْبَسْتَه خُلَلا

بالله لفظُك هذا سال من عَسَل … أم قد صَبَبْتَ على أفواهِنا عَسَلا

وقوله من إخْوانيّاته (٣)، مما كتب به إلى أبي الفضل بن شُعَيْب:

يا أبا الفضلِ لِمْ تأخَّرْتَ عنّا … فأسأْنا بحُسْنِ عَهْدِك ظَنَّا

كم تمنَّت نفسي صديقا صَدوقا … فإذا أنتَ ذلك المتَمَنَّى

فبِغُصْنِ الشباب لما تَثَنَّى … وبعَهْد الصِّبا وإن بانَ مِنَّا

كُنْ جَوابِي إذا قرأتَ كتابي … لا تقُل للرَّسول كان وكُنا

قال الثَّعالِبيِّ (٤): سمعتُ أبا الفتح، عليّ بن محمد البُسْتِيِّ يقول: لم أسْمَعْ في إنْفاذ الحَلْواءِ إلى الأصدقاء، أحسنَ من قول الصاحب:

حَلاوةُ حُبِّك يا سيِّدِي … تُسَوّغ بَعْثِي إليك الحَلاوَهْ

فقلتُ له: وأنا لم أسْمَع في النِّثار للرُّؤَساء احسنَ من قولِك:

ولو كنتُ أنْثُرُ ما تَسْتَحِقُّ … نَثَرْتُ عليك سُعودِ الفَلَكْ

ثم تذاكَرْنا في احْسَن ما نحفَظُه في كلِّ باب، فجَرَتْ نُكَتٌ كثيرة، فسألني أن أؤلِّف كتابا في الأحاسن، وأورِدَ فيه أحْسَنَ ما سمعتُه في كلِّ فنِّ فأجَبْتُه إلى ذلك، وحين ابْتَأتُه عرضَتْ مَوانِعُ وقَواطِعُ عن اسْتِتْمامه، أَقْواها غيْبتُه عن خُراسان، ثم وفاته، رحمه الله تعالى.


(١) يتيمة الدهر ٣: ٢٦٦.
(٢) يتيمة الدهر ٣: ٢٦٦.
(٣) يتيمة الدهر ٣: ٢٦٧.
(٤) يتيمة الدهر ٣: ٢٦٨، ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>