للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَدَغَتْ عَيْنُك قلبِي … إنما عَيْنُك عَقْرَبْ

لكنِ المصَّةُ مِن رِيـ … ـقِكَ تِرْيَاقٌ مُجَرَّبُ

فقلتُ: لله دَرُّ الأمير، فقد أوِتَى حَظَّا كثرا من التخَصُّص، بمعْرفة التَلَصُّص.

قال الثَّعالِبِيُّ: ومعنى قولِ الصاحب في الثلج:

وكأنَّ السماء صاهَرَتِ الأرْ … ضَ فكان النِّثارُ من كافُورِ

يَنْظُر إلى قول ابنِ المعْتَزِّ:

وكأنَّ الرَّبيعَ يجْلو عَرُوسًا … وكأنَّا من قَطْرِه في نِثارِ

وقول الصاحب (١):

يقولون لي كم عَهْدُ عَيْنِك بالكَرَى … فقلتُ لهم مُذ غابَ بَدْرُ دُجاها

ولو تلْتَقِى عَيْنٌ على غيرِ دَمْعةٍ … لَصارَمها حتى يُقالَ نَفاها

مَأْخوذٌ لفظُ البيت الثاني من قول الوزير المهَلَّبِيِّ:

تَصارَمَتِ الأجْفانُ مُنْذُ صَرَمْتَنِي … فما تَلْتَقِي إلا على عَبْرَةٍ تَجْرِي

وقوله في القافية الأُخْرَى (٢):

وناصحٍ اسْرَفَ في النَّكيرِ … يقولُ لي سُدْتَ بلا نَظيرِ

فكيف صُغتَ الهَجْوَ في حَقيرٍ … مِقْدارُه أقلُّ من نَقيرِ

فقُلتُ لا تُنْكِرْ وكُنْ عَذِيْرِي … كم صارِمٍ جُرِّبَ في خِنْزيرِ

مأخوذٌ من قول الحَمْدُونِيِّ:

* هَبونِي امْرءًا جرَّبْتُ سَيْفِي علَى كَلْبِ *

قال الثَّعالِبِيّ (٣): ولما بلَغتْ سِنُوه السِّتين، اعْتَرَتْه آفة الكمال، وانْتابَتْه أمْراضُ الكِبَر، جعَل يُنْشِدُ قولَه:


(١) يتيمة الدهر ٣: ٢٨٠.
(٢) يتيمة الدهر ٣: ٢٨١، وفيها "لأخيرة".
(٣) يتيمة الدهر ٣: ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>