للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحد المشايخ الجشتية (١) *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "سرهند"، واشتغل بالعلم أياما، ثم سافر إلى "كنكوه"، وأدرك بها الشيخ عبد القدّوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي، وأراد أن يدخل في أصحابه، فأبى الشيخ، وأمره بتكميل العلوم المتعارفة، فعاد إلى "سرهند"، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برع في العلم، وتأهّل للفتوى والتدريس، والشيخ المذكور قد مات قبل تكميله، فسافر إلى أقطار "الهند"، وأدرك كثيرا من المشايخ، واستفاض منهم، ثم دخل "كنكوه"، ولازم الشيخ ركن الدين بن عبد القدّوس الكنكوهي مدّة طويلة، فاستخلفه الشيخ سنة تسع وسبعين وتسعمائة، فرجع إلى بلدته، وتصدّر بها للدرس والإفادة.

وكانت له (زيادة على الاستفادة من الشيخ الكبير عبد القدّوس الكنكوهي وابنه الشيخ ركن الدين) صلة قريبة ومتينة بالشيخ الكبير كمال الكيتهلي، أحد مشايخ الطريقة القادرية الكبار، وكان صاحب مرتبة عالية، وصاحب أحوال وكيفيات، يعتبره بعض أهل النظر أنه قلّما يساويه أحد، ويبلغ درجته في السلسلة العلية القادرية بعد مؤسّسها الإمام الشيخ عبد القادر الكيلاني.


(١) أما الطريقة الجشتية فهي لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة ٦٢٧ هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلي بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه.
انظر: الثقافة الإسلامية في الهند ١٨٠.
* راجع: نزهة الخواطر ٥: ٢١٠، ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>