للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى عنه. قال: وقيل إنّ جميعَ ما يَرْويه مالكٌ، رحمه الله تعالى عنه، في "الموَطّأ"، بلَغَنِي عن عليٍّ أنَّه سمِعَه من ابن إدريس.

وعن أبي حاتم، رحمه الله تعالى وهو إمام من أئمة المسلمين، حُجَّة.

وقيل: لم يكُن بـ "الكوفة" أحدٌ أمْثَلَ منه.

وعن الحسَن بن عَرَفةَ، رحمه الله تعالى: لم أرَ بـ "الكوفة أحدا أفضلَ منه، وكان إذا لَحَن أحدٌ في كلامه لا يُحدِّثُه.

قال الحسن بن الربيع: قُرِئَ كتاب الخليفة إلى ابن إدريس، وأنا حاضر من عبد الله هارون، إلى عبد الله بن إدريس، فشَهِق، وسقط بعد الظهر، فُقْمنا العصرَ وهو على حالِه، فأتَيْتُه قبلَ المغرب، فصَبَبْنا عليه الماء، فلمّا أفاق قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، صار يعْرفُنِي حتى يكتُبَ إليَّ، أيُّ ذَنْبٍ بلغَ بي هذا.

وعن وَكِيع، أنَّ عبدَ الله بن إدريس امْتَنَع من القضاء، وقال للرَّشيد: لا أصْلُح (١).

فقال الرشيد: وَدَدْتُ أنِّي لم أكُن رأَيْتُك. قال وأنا وَدَدْتُ أنِّي لم أكُن رأيْتُك. فخرج ثم وَلَّى حَفْص بن غِياث، فبعثَ الرَّشيد بخمسة آلاف إلى ابن إدريس، فقال للرسول، وصاح به: مُرَّ من هنا. فبعَث إليه الرشيد، فقال: لم تَلِ لنا، ولم تقْبَلْ صِلَتَنا، فإذا جائك ابني المأمونُ فحدِّثْه. فقال: إن جاء مع الجماعة حدَّثْناه، وَحلَف أن لا يُكلِّمَ حَفْصا حتى يموتَ.

وكانتْ ولادة عبد الله، سنة عشرين ومائة (٢)، ووفاته سنة اثنتين وتسعين ومائة.


(١) في بعض النسخ زيادة "فقال الرشيد: لا أصلح" تكرار، وانظر الخبر في تاريخ بغداد ٩: ٤١٦: ٤١٧.
(٢) ذكر الذهبي أن هذا قول شاذ، انظر سير أعلام النبلاء ٩: ٤٦، ودكر الخطيب أن ولادته كانت سنة خمس عشرة ومائة. انظر: تاريخ بغداد ٩: ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>