للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما نزَل به الموتُ بكَتْ بنتُه، فقال: لا تَبْكِي، قد ختمتُ [القرآن] (١) في هذا البيت أربعة آلاف خَتْمَة.

ومَحاسِنُ عبد الله كثيرة، وفضائلُه شَهيرة.

ومن المنقول عنه من المسائل الفقهية، أنَّه قال: سألتُ مالكا وابن أبي الزِّناد (٢)، عن رجلٍ قال لامْرأته: أنتِ طالق. ينْوِي ثلاثا. قالا: هُنَّ ثلاثُ تَطْليقات. قال ابنُ إدريس: وقال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه: هي واحدةٌ.

قال يحيى: وبقَوْل أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه نأخذُ، ألا تَرَى أنَّ الله تعالى قال {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} (٣)، فلا يكون الطلاق إلا باللسان، لا يكون بالنية. انتهى.

قال صاحب "إعلاء السنن": ذكره الذهبي في الحفّاظ، ووصفه بالإمام، القدوة، الحجّة، أحد الأعلام، حدّث عن أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج، وخلق، وعنه مالك الإمام، وابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، وابنا أبي شيبة، وخلائق. قال أبو حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين، حجّة. وقيل: لم يكن بـ "الكوفة" أحد أعبد منه. وقال الحسن بن عرفة: لم أر بـ "الكوفة" أفضل منه. في "جامع المسانيد": يقول: أضعف عباد الله، مع أنه شيخ مالك، يروي عن الإمام أبي حنيفة. وفي "التهذيب" قال النسائي: ثقة، ثبت. وقال ابن سعد: وكان ثقة، مأمونا، كثير الحديث، حجّة، صاحب سنة وجماعة. وقال الخليلي: ثقة، متفق عليه.

* * *


(١) تكملة من تاريخ بغداد، والجواهر، وسير أعلام النبلاء.
(٢) في بعض النسخ "زياد"، والمثبت من الجواهر.
(٣) سورة البقرة ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>