للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخلف المذكور هذا قال فيه صدر الأئمة الموفَّق بن أحمدِ المكّي في "مناقب الإمام الأعظم" (١) ما لفظه: "خلف بن أيوب كان من "بلخ"، ما روى عن أبي حنيفة، ويروي عن أبي يوسف، وكان أزهد أهل زمانه وأعبدهم، قدم على عبد الله بن المبارك، فعانقه، وأكرمه، فلما قام من عنده قال: ما أشبه سيماه بسيما أهل الجنة، وكان يسمع من حمَّاد بن سلمة، فلما قام من عنده قال حمَّاد: ما أحسن سمت هذا الرجل وهديه، ما قدم علينا من "خراسان" خير منه، توفي سنة خمس ومائتين، فلما رفعت جنازته أقبل نوح بن أسد والي "بلخ" إلى جنازته، فوضعها على عاتقه، حتى بلغ المصلَّى، وصلى عليه نوح بن أسد، فلما سلَّم سمع صوتا في الهواء يا نوح بن أسد صليتَ على خير أهل الأرض، صليتَ على خلف بن أيوب، فزتَ". اهـ.

وقال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٢): "خلف بن أيوب الإمام المحدّث الفقيه، مفتى المشرق، أبو سعيد العامري البلخى الحنفي الزاهد، عالم أهل "بلخ". تفقّه على القاضي أبي يوسف، وسمع من ابن أبي ليلى، وعوف الأعرابي، ومعمر بن راشد، وطائفة، وصحب إبراهيم بن أدهم مدة، حدّث عنه يحيى بن مَعين، وأحمد بن حنبل، وأبو كُريب، وعلي بن سلمة اللبقي، وأهل بلده." اهـ.

وسيأتيك في الفصول الآتية من ثناء أئمة المحدّثين القدامى والحفّاظ المتأخرين على الإمام أبي حنيفة في جودة حفظه وسعة علمه ما يصدّق قولَ خلف هذا، ويزيد، وبالله التوفيق.


(١) ٢: ٦١ - ٦٢، طبع دائرة المعارف النظامية حيدر آباد الدكن بالهند.
(٢) ٩: ٥٤١ - ٥٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>