للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلتُ - القائل الذهبي -: هذه السعة والإحاطة ما ادَّعاها ابن حزْم لابن نصر إلا بعد إمعان النظر في جماعة تصانيف لابن نصر، ويمكن ادّعاء ذلك لمثل أحمد بن حنبل ونظرائه، والله أعلم". انتهى.

قلت: وإذا ان ادّعاء ذلك صحيحا لمحمد بن نصر عند ابن حزم، ولأحمد ونظرائه عند الذهبي، فيكون ادّعاء ذلك صحيحا بالأولى للإمام الأعظم أبي حنيفة، فإنه أسبق المجتهدين المتبوعين، وأعلمهم وأفقههم وأقدمهم، رضي الله تعالى عنه وعن أصحابه، على ما شهد به شيخ أحمد وابن مَعين خلف بن أيوب هذا، ولم تكن شهادته بذلك لأبي حنيفة رحمه الله تعالى إلا بعد إمعان النظر في فقهه وإتقانه لمذهبه، وهذه شهادة صدق من إمام بارع تقي، كيف لا؟ والعلم برا وبحرا شرقا وغربا، بعدا وقربا تدوينه رضى الله تعالى عنه، كما قاله ابن النديم في كتابه "الفهرست" (١).

وقال الجامع للعلوم النقلية والعقلية، والمتضلع من السنة النبوية، أحد كبار الأعلام، ومشاهير أولي الحفظ والأفهام، ملا على القاري شارح "المشكاة" في كتابه "مسند الأنام في شرح مسند الإمام" (٢) ما نصه: "إن حسن الظن بأبي حنيفة أنه أحاط بالأحاديث الشريفة من الصحيحة والضعيفة". اهـ (٣).


(١) ص ٢٩٩ طبع مطبعة الاستقامة بالقاهرة.
(٢) ص ٥٢، بحث أكل الضب، طبع مجتبائى دهلى، سنة ١٣٣٠.
(٣) قال عبد الفتاح: هذا القول من على القارى، وقول ابن حزم السابق في محمد بن نصر محمولان على أكثر الأحاديث والسنن، فإن الإحاطة المطلقة لجميع الأحاديث والسنن لآحاد الأمة متعذرة عادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>