للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلتُ: والحسن بن سليمان هذا معدود في الحفّاظ، ترجم له الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (١)، و "سير أعلام النبلاء" (٢)، وقال في "السير": قُبَّيْطَة الحافظ المتقن الإمام أبو علي الحسن بن سليمان البصري نزيل "مصر"، وصفه ابن يونس بالحفظ. اهـ.

فهذا الحافظ الإمام يطري أبا حنيفة، ويثني على علمه وتفسيره الأحاديث والآثار.

وقال الخطيب أيضًا في "تاريخ بغداد" (٣): أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن نصر بن محمد بن إشكاب البخاري، قال سمعتُ: محمد بن خلف بن رجاء، يقول: سمعتُ محمد بن سلمة، يقول: قال خلف بن أيوب: "صار العلم من الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار إلى أصحابه، ثم صار إلى التابعين، ثم صار إلى أبي حنيفة وأصحابه، فمن شاء فليرض، ومن شاء فليسخط". اهـ.

قلتُ: وقول خلف بن أيوب هذا يشبه ما قال ابن حزْم في حق محمد بن نصر المروزي، قال الذهبي في ترجمة ابن نصر المروزي من كتابه "سير أعلام النبلاء" ما نصه: قال أبو محمد بن حزْم في بعض تواليفه: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها، وأدراهم بصحتها، وبما أجمع الناس عليه مما اختلفوا فيه.

قال: وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة أتمَّ منها في محمد بن نصر المروزى، فلو قال قائل: ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر، لما أبعد عن الصدق.


(١) ٢: ٥٧٢.
(٢) ١٢: ٥٠٨.
(٣) ١٣: ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>