للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقوالهم في الجرح والتعدلِل والتصحيح والتعليل كسائرِ الحفَّاظ النقَّاد من أئمة المحدّثين.

وقد اعترف جهابذةُ المحدثين والحُفّاظ من المتقدّمين والمتأخّرين ببراعته في الحديث، وضبطه، وإتقانه، وحفظه، وورعه في روايته.

قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد": (١) أخبرنا الجوهرى، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، حدّثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، حدثني أبو مسلم الكجى إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن سعيد أبو عبد الله الكاتب، قال: سمعتُ عبد الله بن داود الخريبي، يقول: يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة في صلاتهم، قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه". اهـ.

قلتُ: والخريبي هذا من كبار الحفّاظ، ذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (٢)، وحلّاه "بالحافظ الإمام القدوة ونقل عن وكيع أنه قال: "النظر إلى وجه عبد الله بن داود عبادة".

وذكر "أن الخرب قيل له: رجع أبو حنيفة عن مسائل كثيرة، قال: إنما يرجع الفقيه إذا اتَّسع علمه". اهـ.

فهذا الإمام الحافظ القدوة يصف أبا حنيفة بسعة العلم، وحفظ السنن.

وروى الخطيب أيضًا، قال: أخبرنا الخلَّال، أخبرني الحريري، أن النخَعي حدثهم: أخبرنا سليمان بن الربيع الخزَّاز، حدّثنا محمد بن حفص، عن الحسن بن سليمان أنه قال في تفسير الحديث: "لا تقوم الساعة حتى يظهر العلم قال: هو علم أبي حنيفة وتفسيره الآثار". اهـ.


(١) ١٣: ٣٤٤.
(٢) ١: ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>