للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (١): "محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي الكوفي أبو جعفر الملقَّب "شيطان الطّاق" نسب إلى سوق في طاق المحامل بـ "الكوفة"، كان يجلس للصرف بها … ، ويقال: إن أول من لقبه "شيطان الطاق" أبو حنيفة مع مناظرةٍ جرتْ بحضرته بينه وبين بعض الحرورية … ، ووقعتْ له مناظرة مع أبي حنيفة في شئ يتعلق بفضائل عليٍّ، سُمِّي فيها محمد بن النعمان نسبة إلى جدّه، فقال أبو حنيفة كالمنكر عليه عن من رويت حديث رد الشمس لعلى؛ فقال: عمن رويتَ أنت عنه: (يا ساريةُ الجبلَ)؟. اهـ.

وقال الشيخ الإمام الحافظ الحجّة شمس الدين أبو عبد الله محمد المعروف بابن قيّم الجوزية الحنبلي في كتابه "إعلام الموقّعين عن رب العالمين" (٢): وقد احتجَّ الأئمة الأربعة والفقهاء قاطبة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، ولا يعرف في أئمة الفتوى إلا من احتاج إليها، واحتجَّ بها، وإنما طَعَنَ فيها من لم يَتَحَمَّل أعباءَ الفقه والفتوى، كأبى حاتم البُسْتِي، وابن حزْم، وغيرهما". اهـ.

وقال أيضًا في موضع آخر منه (٣) ما نصه: "أما طريقة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، كالشافعى، والإمام أحمد، ومالك، وأبي حنيفة، وأبي يوسف، والبخاري، وإسحاق … ". اهـ.

فهؤلاء الأئمة الجِلّةُ الأعلام، جهابذةُ النقد: أبو داود، والترمذي، والحاكم، والبيهقى، وابن عبد البر، وابن تيمية وابن القيّم، وابن كثير، قد أذعنوا أن الإمام أبا حنيفة من أئمة الحديث المعروفين، الذين يرجع إلى


(١) ٥: ٣٠٠ - ٣٠١.
(٢) ١: ٣٥ طبع الهند بأشرف المطابع الواقع بدهلى سنة ١٣١٤.
(٣) نفس المصدر ١: ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>