للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في موضع آخر من الكتاب المذكور (١): " … أئمة أهل الحديث، والتفسير، والتصوّف، والفقه، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم".

وقال أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى في كتابه "البداية والنهاية" (٢):

والطحاوى رحمه الله وإن كان قد اشتبهَ عليه أمرُه - أي أمر حديث ردّ الشمس لعليّ - فقد رُوِي عن أبي حنيفة رحمه الله إنكارُه والتهكّمُ بمن رواه، قال أبو العبَّاس بن عقدة: ثنا جعفر بن محمد بن عمير، ثنا سليمان بن عبّاد، سمعتُ بشّار بن دراع، قال: لقي أبو حنيفة محمد بن النعمان، فقال: عمن رويتَ حديثَ رد الشمس؟ فقال: عن غير الذي رويتَ عنه: يا ساريةُ الجبلَ.

فهذا أبو حنيفة رحمه الله، وهو من الأئمة المعتبرين، وهو كوفي، لا يتهم على حبّ علي بن أبي طالب وتفضيله بما فضَّله الله به ورسوله، وهو مع هذا ينكر على راويه.

وقول محمد بن النعمان له ليس بجواب، بل مجرّد معارضة بما لا يجدي، أي أنا رويتُ في فضل علي هذا الحديثَ، وهو إن كان مستغربا، فهو في الغرابة نظير ما رويتيه أنت في فضل عمر بن الخطَّاب في قوله: "يا ساريةُ الجبلَ". وهذا ليس بصحيح من محمد بن النعمان، فإن هذا ليس كهذا إسنادا ولا متنا، وأين مكاشفة إمام، قد شهد الشارع له بأنه محدث بأمر خير من رد الشمس طالعة بعد مغيبها، الذي هو أكبر علامات الساعة؟ ".


(١) ١: ١٧٢ - ١٧٣.
(٢) ٦: ٨٦ - ٨٥ الطبعة الأولى سنة ١٩٦٦ مكتبة المعارف بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>