للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسُئِلَ عن التَّواضُعِ، فقال: التَّكَبُّر على الأغنياء. فأخذ هذا المعنى شاعرٌ، فنظَمه، وقال:

لم ألْقَ مُسْتَغْنِيًا إلا تحرَّك لي … عندَ اللِّقاء له الكِبْرُ الذي فيه

ولا حَلالي من الدنيا ولَذَّتِها … إلا مقابلَتِي للتِّيه بالتِّيهِ

وقال أحمدُ بنُ عبد الله بن يونس: سمعتُ ابنَ المبارك قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: مَنْ زعَم أنَّ هذا مخلوقٌ فقد كفَر بالله العظيم.

وكان وفاةُ ابنِ المبارك - كما قالَه الذّهَبِيّ - بِـ "هِيتَ"، في رمضان، سنة إحدَى وثمانين ومائة، رحمه الله تعالى.

ومَحاسِنُ ابن المبارك ومَناقِبُه وفضائلُه لا تدخُل تحتَ الحَصْر، وفيما ذكَرناه منها مَقْنَعٌ، ونحن نسألُ الله تعالى، ونتوسَّلُ إليه بنبيِّه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وبأبيه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وأولاده السّادة الأكْرمين، وجميع الأنبياء والمرسلين، وبعيد الله بن المبارك، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أن يتوفَّانا على الإسلام، وأن يُدْخِلَنا في شفاعةِ سيِّد الأنام، وأن لا يُعسِّر علينا مُرادا، وأن لا يَرُدَّ بخَيْبَة الحِرْمان لنا مُرْتادا، إنَّه جَواد كريم، رءوف رحيم، لا يُخَيِّبُ مَن سأله، ولا يَرُدُّ مَنْ قصدَه، آمين.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>