للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان ابنُ المبارك كثيرًا ما يتمثَّل بهذين البيتين (١):

إذا صاحَبْتَ فاصْحَبْ ماجِدًا … ذا حَياءٍ وعَفافٍ وكَرَمْ (٢)

قولُه للشَّيءِ لا إن قلتَ لا … وإذا قلتَ نعم قال نعمْ

وأمّا رواياتُ عبد الله بن المبارك عن أبي حنيفة في الفقه وغيره فكثيرةٌ جدًّا؛ منها: أنه قال: سألتُ أبا حنيفة، رضي الله تعالى عنه، عن الرجل يبْعَثُ بزكاة مالِه من بلدٍ إلى بلد آخر، فقال: لا بأس بأن يَبْعثَها من بلدٍ إلى بلدٍ آخر، لِذِي قَرَابَتِه.

وقال ابنُ وَهْبٍ: سُئِل عبدُ الله بن المبارك عن أكْلِ لحم العَقْعَق (٣)، فقال: كَرِهَه أبو حنيفة.

وسُئِل عن وقتِ عِشاء الآخِرة، فذكر عن أبي حنيفة: حتى يُصْبِحَ.

قال: وقال عبد الله بن المبارك: كان أبو حنيفة يقول: قَدِمَ أيُّوب بن أبي تَمِيمَة السَّخْتِيَانِيُّ، وأنا بـ "المدينة"، فقلتُ: لأنْظُرَنَّ ما يَصْنَعُ، فجعل ظَهْرَه مما يَلِيَ القِبْلةَ، ووَجْهَه مما يَلِيَ وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبَكَى غيرَ مُتَبَاكٍ، فقام مَقامَ رَجُلٍ فَقيه.

ومن كلام ابن المبارك: إذا غلَبتْ مَحاسِنُ الرجلِ لم نَذكُرِ المساوِي، وإذا غلَبتِ المساوِي على المحاسِن لم نَذْكُرِ المحاسِنَ.

وكان يقول: عِتْقُ الجارية الحسناء مَضْيَعَةٌ.

وسُئِلَ عن العُجْبِ ما هو؟ فقال: أن تَرَى عندك شيئًا ليس عندَ غيرِك.

وسُئِلَ عن الكِبْر، فقال: أن تَزْدَرِيَ الناسَ.


(١) تهذيب الأسماء واللغات ١: ١: ٢٨٥، والجواهر المضية ٢: ٣٢٥، وطبقات القراء ١: ٤٤٦، الطبقات الكبرى، للشعراني ١: ٩٩.
(٢) في التهذيب والجواهر "فاصحب صاحبا".
(٣) العقعق: طائر أبلق بسواد وبياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>