للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورُوِيَ عن محمد بن فَضْل بن عِياض، أنَّه قال: رأيتُ عبد الله بن المبارك في المنام، فقلتُ أيُّ العمل، وفي رواية: أيُّ الأعمال وجَدْتَ أفضلَ؟ قال: الأمرُ الذي كنتُ في. قلتُ: الرِّباط والجِهاد؟ قال: نعم. قلتُ: فأيُّ شيء صُنِع بك؟ وفي رواية: صَنَع بك رَبُّك؟ قال غفر لي مغفرةً تَتْبَعها مغفرةٌ. وفي رواية: ما بعدَها مغفرةٌ، وكلَّمَتْنِي امرأةٌ من أهل الجنة وامرأة من الحور العِين.

ورُوِيَ أنَّ بعضَ الصُّلحاء رأى في منامه، كأنَّ غَمامةً على السماء مكتوبا عليها سَطْرٌ: من أراد النَّجاةَ، فعليه بكُتُب عبد الله بن المبارك.

وفي "تهذيب الأسماء واللُغات" (١)، للإمام النَّوَوِيّ، في ترجمة ابن المبارك، وروينا عن عَبْثَر (٢) بن القاسم، قال: لما قَدِمَ هارون الرَّشيد "الرَّقَّة"، أشْرَفتْ أمُّ ولدٍ له من قصرٍ، فرأتِ الغَبَرَةَ قَد ارْتَفَعتْ، البغالَ قد تقطَّعت، وانجَفَل الناس، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من"خُراسان"، يقال له ابنُ المبارك. قالت: هذا والله الملْكُ، لا مُلْكُ هارون الذي لا يجْتَمعُ له الناس إلا بالسَّوْطِ والخُشُب.

قال عَمَّار بن الحسن يَمْدَحُ ابنَ المبارك، رضي الله تعالى عنه (٣):

إذا سار عبدُ الله من مَرْوَ ليلةً … فقدْ سار منها نُورُها وجَمالُها

إذا ذُكِرَ الأخْيارُ من كلِّ بلدة … فهم أنْجُمٌ فيها وأنتَ هِلالُها (٤)


(١) تهذيب الأسماء واللغات ١: ١: ٢٨٦، وانظر: تاريخ بغداد ١٠: ١٥٦، ١٥٧.
(٢) في بعض النسخ "عمر".
(٣) تاريخ بغداد ١٠: ١٦٣، وتهذيب الأسماء واللغات ١: ١: ٢٨٥، ٢٨٦، وسير أعلام النبلاء ٨: ٣٤٦.
(٤) في التهذيب والسير "ذكر الأحبار".

<<  <  ج: ص:  >  >>