للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فمضَيْتُ إلى الغُلام، ولم أزَلْ أدارِيه، وأرفُقُ به، حتَى تَرْضَّيْتُه له، وجِئتُه به، فمرَّ لنا يومئذ أطْيب يومٍ وأحْسَنَه، وغَنَّتْنا هزارُ في هذا الشِّعر رَمَلا عجيبا.

وحدَّث عبد الله (١) بن موسى الكاتب، قال: دخلتُ على عبد الله بن المعْتَزِّ، وفي داره طبقاتٌ من الصُّناع، وهو يبْنِيها ويُبَيِّضُها، فقلتُ له: ما هذه الغَرامةُ الجادَّة؟ فقال: ذلك السَّيْلُ الذي جاء من ليالٍ، أحْدَث في داري ما أحْوَجَ إلى هذه الغَرامة الجادّة والكُلْفة، فقلتُ (٢):

ألا مَن لِنَفسٍ وأحْزانِها … ودارٍ تَداعَى بحِيطانِها (٣)

أظلُّ نَهارِيَ في شَمْسِها … شَقِيَّا مُعَنَّى ببُنيانِها (٤)

أُسَوِّدُ وَجْهِي بَتْبيِيضِها … وأهْدِمُ كيسي بعُمْرانها (٥)

ومن هنا أخذ الجَزَّارُ قولَه (٦):

أُكَلِّفُ نفسي كلَّ يومٍ وليلةٍ … هُمومًا على مَنْ لا أفوزُ بخَيْرِه

كما سَوَّد القصَّارُ في الشمس وَجْهَه … ليَجْهَدَ في تَبْييض أثْوابِ غيرِه

وحدَّث جعفر بن قُدامة، قال (٦): كُنّا عندَ عبد الله بن المعتزِّ، ومعنا النَّمَرِيُّ، وحضَرتِ الصلاةُ، فقام النَّمَرِيُّ فصلَّى صلاةً خفيفةً جدًّا، ثم دعا


(١) الأغاني ١٠: ٢٨٣، ومعاهد التنصيص ٢: ٤٠، وفي بعض النسخ "عبيد الله".
(٢) الشعر في أشعار أولاد الخلفاء ١١٦، وديوانه ٢: ٩٢، ٩٣، ومعاهد التنصيص ٢: ٤٠.
(٣) في الأشعار والديوان"تداعت".
(٤) في الأشعار "شقيا لقيا".
(٥) في الأشعار "تسود وجهي … وتخرب مالي"، وفي الديوان "لعمرانها".
(٦) الأغاني ١٠: ٢٨٣، ٢٨٤، ومعاهد التنصيص ٢: ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>