للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال تلعبُ جُنابَى فقلتُ له … مَن جَدَّ بالوَصْلِ لم يلعبْ بهِجْرانِ (١)

وأمر، فغُنِّيَ فيه.

وحدَّث جعفر أيضًا، قال (٢): كان لعبد الله بن المعْتَزِّ غلامٌ يُحِبُّه، وكان يُغَنِّي غناءً صالحا، وكان يُدْعَى بنَشْوان، فجُدِّرَ، وجَزِع عبد الله لذلك جزَعا شديدا، ثم عُوفِيَ، ولم يُؤَثِّرِ الجُدَرِيُّ في وجهه أثَرا قبيحا، فدخلتُ عليه ذات يومٍ، فقال: يا أبا القاسم قد عُوفِيَ فلانُ بعدَك، وخرج أحسن مما كان، وقلتُ فيه بَيْتين. وغَنَّتْ هَزَارُ (٣) فيهما رَمَلا ظريفا، فاسمَعْهما إنْشادا إلى أن تسمعَهما غناء. فقلتُ: يتفضَّلُ الأمير، أيَّدَه الله بإنشادِي إيّاهما. فأنشدنِي:

بي قمرٌ جدر لما اسْتَوَى … فَزَادَه حُسْنا وزالتْ هُمُومْ

أظُنُّه غَنَّى لشمسِ الضُّحى … فَنَقَّطَتْه طَرَبا بالنجومْ

فقلتُ: أحْسَنْتَ والله أيّها الأمير. فقال: لو سمعتَه من. زِرْياب كنتَ أشدَّ اسْتِحْسانا له. وخرجت هَزَارُ، فغَنَّتْه لنا في طريقه الرَّملِ غناءً شَرِبنا عليه عامَّة يومنا.

قال (٤): وغضِبَ هذا الغُلام عليه، فجَهِد أن يَترَضّاه، فلم يكن له فيه حِيلَةٌ، ودخلتُ إليه، فأنْشدَنِي:

بأبي أنتَ قديما قد تما … دَيْتَ في الهَجْرِ والغَضَبْ

واصْطِبارِي على صُدُو … دِك يومًا من العَجَبْ

ليس لي إن فَقَدْتُ وجْـ … ـهك في العَيْشِ من أرَبْ

رحمَ الله مَن أعا … ن على الصُّلْح واحْتَسَبْ


(١) شدد جنابي للوزن.
(٢) الأغاني ١٠: ٢٨١، ومعاهد التنصيص ٢: ٣٩.
(٣) في بعض النسخ والمعاهد "زرياب"، والتصحيح من الأغاني.
(٤) الأغاني ١٠: ٢٨١، ٢٨٢، ومعاهد التنصيص ٢: ٣٩، ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>