قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكره اليافعي في "مرآة الجنان" في حوادث سنة ثلاث وسبعين وستمائة، حيث قال: فيها توفي قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد الأذرعي الحنفي المشار إليه في عصره، مع الدين والتواضع والصيانة والعفّة، وسيأتي ذكر ولده، والأذرعي بفتح أوله، ثم الذال المعجمة الساكنة، ثم الراء المهملة المفتوحة، نسبة إلى أذرعات بكسر الراء، ناحية بـ "الشام"، ذكره السيوطي في "لب اللباب في تحرير الأنساب".
قال صاحب "إعلاء السنن": قلت: له "كتاب كشف الآثار في مناقب أبي حنيفة"، وصنّف "مسند أبي حنيفة"، وما أملى مناقب أبي حنيفة، كان أبي يستملي عليه أربعمائة مستمل، ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: أكثر عنه ابن مندة، له تصانيف، ونقل عن ابن الجوزي أن أبا سعيد الرواس، قال: متهم بوضع الحديث. قال عبد الله بن محمد: أكبر وأجلّ من ابن الجوزي، ومن أبي سعيد الرواس، كذا في "الجواهر". قال الجامع: وصفه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" بالحافظ، واحتج بمسنده لأبي حنيفة في "تهذيب التهذيب"، والخوارزمي في "جامع المسانيد"، من طالع مسنده الذي جمعه للإمام أبي حنيفة علم تبحّرَه في علم الحديث، وإحاطته بمعرفة الطرق والمتون، ووصفه بالإمام الحافظ. وفي "اللسان" قال الخيلي: يعرف بالإسناد، له معرفة بهذا الشأن، وهو لين، ضعّفوه. وروى عنه ابن عقدة، وأبو بكر بن دارم، والجعابي، وآخرون. قلت: فلو كان عبد الله بن محمد متّهما، متروكا، لم يكثر عنه الحافظ الإمام الجوال محدّث العصر ابن مندة، ولم يرو عنه الحافظ مثل ابن عقدة، والجعابي، وغيرهم.