للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخلائق عام ولادته ابتهاجا، وعلى آله وأصحابه، الذين هم مصابيح الهدى، ونجوم الاقتداء، ما كان الزيت يضئ سراجا.

أما بعد! فيقول أفقر عباد الله إلى رحمة الله أبو الحسنات السيّد عبد الله بن مولانا السيّد مظفّر حسين الحيدرآبادي الحنفي، - عاملهما الله بلطفه الخفي، وتجاوز عنهما بكرمه الوفي -: إن التمسّك بهدي النبيّ صلى الله عليه وسلّم، لا يستتبّ إلا بالاقتفاء لما صدر من مشكاة صدره، والاعتصام بحبل الله لا يتمّ إلا ببيان كشف أسراره، وكان كتاب "مشكاة المصابيح"، الذي ألّفه مولانا الحبر العلامة والبحر الفهّامة مظهر الحقائق وموضح الدقائق، الشيخ التقي النقى ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى أجمع كتاب في الأحاديث النبوية، وأنفع لباب من الأسرار المصطفوية، وأجمع تأليف صنّف في بابه، وأضبط لشوارد الأحاديث وأوابدها، ولما سلك الخطيب - رفع الله درجته - في تصنيفه مسلك الإمام الشافعي، - رضي الله عنه -، كثيرا ما كان يختلج في قلبي أن أؤلف كتابا على منوال "المشكاة"، أسلك فيه مسلك إمامنا الأعظم أبي حنيفة النعمان، - عليه الرحمة والرضوان -، إلا أن ضيق باعي قد كان يثبُطني عن القيام في هذا المقام، حتى رأيت في المنام أن شمس الضحى وبدر الدجى، ونور الهدى ومصباح الظلم، حبيبنا النبيّ الأكرم، صلى الله عليه وسلم، طلع عليّ، وقال: سلاما، قلت: سلام، فضمّني، روحي فداه، إلى صدره، الذي هو منبع العلم والحكم، وعانقني، فلمّا استيقظت فرحا ومسرورا، حمدت الله على هذه النعمة، وشكرت له، فاصبحت هذه الرؤيا الصالحة شرحا لي صدري، وصار عسره عليّ بها يسري، فصممت عزمي بتأليفه، وشددت ميزري لكتابته، وما وضعت فيه حديثا، إلا وصلّيت على النبيّ، صلى الله عليه وسلم عند وضعه، وسميته "زجاجة المصابيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>