للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره صاحبُ "النجوم الزاهرة"، وقال: كان نبيلا، قرأ القرآن في صغره، وسمع من هُشَيم، وعبّاد بن العَوّام، ويوسف بن أبي عَطِيَّة، وأبي مَعاوِية الضَّرير، وطبقتِهم، وبَرع في الفقه على مذهب أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه، والعربية، وأيّام الناس، ولما كَبِرَ عُنِيَ بالفلسفة وعُلوم الأوائل، ومهَر فيها، فَجرَّه ذلك لقوله بخَلْق القرآن، وكان من رجال بني العبّاس، حَزْما، وعَزْما، عِلْما، وحِلْما، ورأيا، دَهاءً، وهَيْبَةً، وشجاعةً، وسُؤْدَدا، وسمَاحةً، لولا أنَّه شان ذلك بقوله بخلْق القرآن. انتهى.

أقول: قد تقدّم في ترجمة ابن أبي دُوَاد ذكر شيءٍ من أخْبار المأمون وأوْصافِه على سبيل الاخْتصار، كُنّا سُقْناه على سبيل الاسْتِطْراد، قبلَ أن اطَّلَعْنا على كلام صاحب "النجوم الزاهرة" هذا، وأنَّه كان حنفيُّ المذهب، ولما عَلِمْنا ذلك وتحقَّقْناه، تَعَيَّن علينا ذكرُه في هذا المحلِّ إجْمالا وتفصيلا، فنقول، وبالله الإعانة، ومنه الهداية:

كانتْ ولادةُ المأمون، كما رواه الخطيبُ وغيرُه، سنة سبعين ومائة، في الليلة التي مَلَك فيها أبوه هارون في شهر ربيع الأوَّل، وقد مات في هذه الليلة خليفةٌ، ووُلِدَ خليفةٌ، وَوَلِيَ خليفةٌ، مات موسى، ووَلِيَ الرشيد، ووُلِدَ المأمون، وكثيرا ما يذكر المؤَرِّخون هذه الليلة في غرائب الاتِّفاق.


= وتاريخ الخلفاء ٣٠٦ - ٣٣٣، وتاريخ الخميس ٢: ٣٣، وتاريخ الطبري ٨: ٦٤٦ - ٦٦٦، والذهب المسبوك ١٨٦، وسير أعلام النبلاء ١٠: ٢٧٢ - ٢٩٠، وشذرات الذهب ٢: ٣٩، وطبقات الشافعية الكبرى ٢: ٥٦، ٥٧، والعبر ١: ٣٧٥، وفوات الوفيات ٢: ٢٣٥ - ٢٣٩، والفهرست ١٢٩، والكامل ٦: ٤٢٨ - ٤٣٩، ومروج الذهب ٣: ٤١٦ - ٤٥٨، والمعارف ٣٨٧، والنجوم الزاهرة ٢: ٢٢٥ - ٢٢٨، وهدية العارفين ١: ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>