ابن التُّركُمانِيّ، وغيرهما، ولازَم مُطالعتَه كُتُبَ الحديث، إلى أن خرَّج أحاديث "الهداية"، وأحاديث "الكشّاف"، فاسْتَوْعَب ذلك اسْتيعابا بالغا.
ومات بـ "القاهرة"، في المحرَّم سنة اثنتين وسبعمائة.
قال في "الدرر": ذكر لنا شيخنا العِراقِيّ، أنَّه كان يوافِقُه في مُطالعة الكتب الحديثيَّة، لتَخْريج أحاديث "الإحياء"، والأحاديث التي يُشير إليها التِّرْمِذِيُّ في الأبواب، والزَّيْلَعِيُّ لتَخْريج أحاديث "الهداية"، والكشَّاف"، فكان كلُّ منهما يُعينُ الآخَرَ، ومن كتاب الزَّيْلَعِيّ في تخْريج أحاديث "الهداية" اسْتِمْدادُ الزَّرْكَشِيّ في كثير ممّا كَتَبه من تَخْريج أحاديث "الرَّافِعيّ".
قال ابنُ العَديم: ومن خَطِّه نقلتُ: شاهدتُ بخطِّ شيخِ الإسلام، حافظِ الوقتِ شهاب الدين أبي الفضل أحمد ابن حَجَر العَسْقلانِيّ، ما صورتُه. فذكر غالبَ ما نَقلْناه هنا من "الدُرر"، ومنه: حتى جمَع تَخْريجَ أحاديث "الهداية"، فاسْتَوْعَبَ فيه ما ذكَره من الأحاديث والآثار في الأصل، وما أشار إليه إشارةً، ثم اعْتَمَد في كلِّ بابٍ أن يذكُرَ أدِلَّةَ المخالِفين، ثم هو في ذلك كثير الإنصاف، يحكِي ما وجده من غير اعْتراضٍ ولا تَعَقُّب غالبا، فكثُر إقْبالُ الطَّوائف عليه، واسْتَوْعَبَ أيضًا في تخْريج أحاديث "الكشّاف"، ما فيه من الأحاديث المرفوعة خاصَّةً، فأكْثَرَ من تَبْيينِ طُرُقِها، وتَسْميَةِ مُخَرِّجِها، على نَمَط ما في أحاديث "الهداية"، لكنَّه فاتَهُ كثيرُ من الأحاديث المرْفوعة، التي يذْكُرُها الزَّمَخْشَرِيّ بطريق الإشارة، ولم يتعرَّض غالبا لشيءٍ من الآثار الموقوفة، ورأيتُ بخطِّه كثيرا من الفوائد مُفَرَّقًا. انتهى.
قال الحافظ الناقد الإمام زاهد بن الحسن الكوثري رحمه الله تعالى في "تقدمته" على "نصب الراية": ما نصّه: فإن كتاب "نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية" للإمام الحافظ الفقيه الناقد الشيخ عبد الله بن يوسف الزيلعي - أعلى الله سبحانه منزلته في الجنة - كتاب، لا نظير له في استقصاء أحاديث الأحكام، حيث كان مؤلّفه لا يفتر ساعة عن البحث، ولا يعوقه