حكي عنه أنه قال: أتى إلى الشيخ محمد ابن المولى الفاضل خواجه زاده، وقال: رأيت في المنام أن واحدا من أولاد الأفرنج كان محبوسا في قلعة منذ سبع وعشرين سنة، قال الشيخ فحسبت سنه، فوافقت عدة سنه بعد بلوغه العدة المذكورة.
ومن جملة أحواله الشريفة أن المولى الفاضل علاء الدين الفناري لما عزل عن قضاء العسكر أراد أن يسلك مسلك التصوّف عند الشيخ المذكور، فقال له الشيخ: النهاية تابعة للبداية، فمن سلك المسلك المذكور بقطع جميع العوائق يكون سلوكه على ذلك في النهاية، ولكن يجوز أن يسلك على الاعتدال، ولا يلزم على المريد أن يعتقد في شيخه الكرامة والولاية، بل يكفي له أن يعتقده سالكا طريق الحقّ واصلا إليه، وجاريا على منهاج الطريقة والشريعة.
ثم قال: وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أراد أن ينظر إلى شيء، كان لا يلوي عنقه إلى ذلك الجانب فقط، بل يتوجّه إليه بكليته، قال ففيه إشارة إلى أن الطالب ينبغي أن يتوجّه إلى مطلوبه بكليته، حتى يحصل له ذلك.
وحكي أن المولى المذكور لما طلب من الشيخ المذكور الإذن بالرياضة، وترك أكل الحيوانات، قال الشيخ: إني ما أكلت حيوانا، وما شربت ماء ستة أشهر في أوقات رياضة، وما انتفعت بذلك، بل بامتثال أمر الشيخ ومن كلامه الشريف أيضًا أن واحدا من المريدين قال له يوما: ربما يمرّ عليّ وقت لا أقدر على التلفّظ بكلمة الشهادة، ويخطر ببالي أن واحدا لو قال في حضور السلطان كلّ وقت لا سلطان أكبر منك يعد هذا سوء أدب ومن المعلوم أنه لا إله إلا الله، فذكره في حضوره كلّ وقت يكون بعيدا عن الأدب، فقال الشيخ هذا معنى الإحسان فمن وصل إليه يكفيه أن يلاحظ حضور الحقّ، وذلك الرجل قال: ربما لا أقدر على