ملاحظة معنى الذكر أيضًا، بل لا أقدر على الدعاء، فقال له الشيخ: قال الشيخ تاج الدين: ما قدرت أن أدعو الله تعالى مدّة ستة وشهر، وقال الشيخ عند ذلك الوقت يكل اللسان فيكفيه ملاحظة حضور الحق، قال الرجل وترتعد أعضائي، قال الشيخ: هذا ابتداء الحضور، ولو قدرت على الصيحة لكان أزيد.
وحكي أن الفاضل قاضي زاده كان قاضيا بـ "بروسه" في ذلك الوقت، وقد حضر يوما عند الشيخ المذكور، فسأله عن مذهب الجبرية، ومذهب أهل الحق، فقال له الشيخ: الجبر قسمان، جبر محقّق، وجبر مقلّد، أما جبر المحقّق فهو تفويض أموره جميعا إلى الله تعالى، وإسقاط اختياره بعد الامتثال بالأوامر، والاجتناب عن المناهي، وأما جبر المقلّد فهو تفويض أموره إلى هواه واتباع شهوات نفسه وإسقاط إرادته في الأوامر والنواهي، ويتمسّك بأنه ليس لي اختيار وقدرة، بل يجري على ما كتب في الأزل، قال الشيخ: وهذا كفر.
ثم قال الشيخ خرج صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه، وبيده كتابان، فقال للذي في يمينه: هذا كتاب من الله، وفيه أسماء أهل الجنة، وقد أجل على آخرها، وقال للذي في شماله: هذا كتاب من الله تعالى، وفيه أسماء أهل النار، وقد أجمل على آخرها، فقال الصحابة: إذن ندع العمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا، فكلّ ميسّر لما خلق له.
وقال الشيخ: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن لأهل الجنة علامة، فمن وجد فيه تلك العلامة فهو من أهلها، وإن لأهل النار علامة، فمن وجد فيه تلك العلامة فهو من أهلها، ثم قال ولا بدّ لك أن تحصل علامة أهل الجنة، كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اجتهدوا في العمل، ولم يتركوه اعتمادا على الكتاب، وإذا بلغت مبلغ أهل التحقيق باتباع شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحّ لك