ومع كون الكتاب مختصرا، ذكر الإمام فيه، وهذا يدلّ على كون الإمام من الحفاظ المعدودين الذين ينبغي الاعتناءُ بتراجمهم.
ثم ذكره في الحُفاظ الإمام العلامة الحافظ مؤرّخ الديار الشامية وحافظها، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن ناصر الدين الشافعي رحمه الله تعالى، في كتابيه:"بديعة البيان عن موت الأعيان" منظومة، وشرحها "التِّبيان لبديعة البيان"، وهي طبقات الحُفاظ نظما نثرا، وقد رأيت منها نسخة مخطوطة في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت، بـ "المدينة المنورة"، حين سافرتُ للحج في عام ١٣٨٧ هـ، ضِمنَ كتب التواريخ رقم (٤٨) جاء فيها ما نصه:
بعدهما فتى جريج الداني … مثل أبي حنيفة النعمان
أي بعد وفاة الحجَّاج، والزُّبيدي بعام (١)، وفاة ابن جريج، وأبي حنيفة الإمام.
فالأول عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، أبو الوليد، وقيل: أبو خالد الأموي مولاهم المكي …
والثاني النعمان بن ثابت بن زوطَى التيمي مولاهم، الكوفي، وقيل: هو من أبناء فارس، قال إسماعيل بن حمَّاد بن أبي حنيفة فيما روي عنه: أنا إسماعيل بن حمَّاد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان، من أبناء فارس الأحرار، والله ما وقع علينا رِقٌّ قط. انتهى.
(١) الحجَّاج هو أبو أرطاة الحجَّاج بن أرطاة الكوفي النخعي الإمام أحد الأعلام. والزبيدي بضم الزاي بصيغة التصغير: أبو الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي الحمصي، قاضي حمص، وكلاهما توفيا سنة ١٤٩، قبل وفاة ابن جريج وأبي حنيفة الذين توفيا سنة ١٥٠، رحمهم الله أجمعين. عبد الفتاح.