للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأى الإمام أنسَ بن مالك غير مرة، لما قدم عليهم "الكوفة"، فيما رواه سيف بن جابر سماعا من أبي حنيفة، وحدَّث عن عطاء، ونافع، وعمرو بن دينار، والأعرج، وقتادة، وخَلْقٍ من الأخبار.

وكان أحد أئمة الأمصار، فقيهَ العراق، متعبدا، كبير الشأن، وكان يتجر، ولا يقبلُ جوائز السلطان.

وهو أحد من كان يختم في ركعة القرآن، ومكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العتمة، وفضائله كثيرة معروفة. قال الشافعي: "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة". انتهى.

وذكره أيضًا الإمام المحدث جمال الدين يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الصالحي الحنبلي الشهير بابن المبْرَدِ (بكسر الميم وسكون الموحّدة، وفتح الراء الخفيفة) في كتابه "طبقات الحفاظ" وقد نقل عنه الشيخ العلامة المحدث عبد اللطيف بن المخدوم العلامة محمد هاشم السِّندي، في كتابه "ذَبّ ذُباباتِ الدِّراسات، عن المذاهب الأربعة المتناسبات" (١).

ثم ذكره بعدهم خاتمةُ الحفاظ الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه "طبقات الحفاظ"، وقد ذكرت ما قاله الحافظ السيوطي في ترجمة الإمام أبي حنيفة في "التعليقات على ذب ذُبابات الدراسات، عن المذاهب الأربعة المتناسبات" فليراجع، وقد طبع كتابُ "طبقات الحفاظ" للسيوطي في "أوروبا" و"بيروت". وقال في مبدأ كتابه:

"أما بعدُ، فهذا كتاب "طبقات الحفاظ ومُعَدَّلي حَمَلَةِ العلم النبوي، ومَنْ يُرْجَعُ إلى اجتهادهم في التوثيق، والتجريح، والتضعيف


(١) ١: ٤٤٥، قامت بنشره وطبعه لجنة إحياء الأدب السِّندي بكراتشي ١٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>