والتصحيح، لخصتُها من طبقات إمام الحفَّاظ أبي عبد الله الذهبي، وذيلتُ عليه مَنْ جاء بعده".
ثم ذكره من بعده الشيخ العلامة المحدث محمد بن رُسْتُم بن قُبَاد الحارثي البَدَخْشي، أحدُ البارعين في علم الحديث والرجال، في كتابه (تراجم الحفاظ)، وهو مجلّد ضخم في تراجم الحفاظ، استخرجها من (كتاب الأنساب) للإمام الحافظ السمعاني، مع اختصار في بعض التَّراجم وزيادة مفيدة في أكثرها، فرغ من تصنيفه يوم الخميس لتسع خَلَوْنَ من ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائة وألف بمدينة "دِهْلِي" عاصمة "الهند"، فقال ما نصه:
"النعمان بن ثابت الكوفي أبو حنيفة الإمام الأعظم، أحد الأئمة الأربعة المتبوعين، ذكره في نسبة "الخَزَّاز"، وقال: بفتح الخاء المعجمة، وتشديد الزاء الأولى، اشتهر بهذه الصنعة والحِرفة جماعة من أهل العِراقين، من أئمة الدين وعلماء المسلمين: فأما من أهل "الكوفة"، فأبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، مع تبحّره في العلم وغَوْصه على دقائق المعاني وخفيها، كان يبيع الخزَّ، ويأكل منه طلبا للحلال، وقيل: كان ذلك في ابتداء أمره. وشُهرته تُغني عن الإطناب في ذكره. ولد سنة سبعين، وتوفي سنة خمسين ومائة، انتهى كلامه في الخزاز.
ثم أعاد ذكره في "الرائي"، وقد مرَّ تحقيقه في ترجمة ربيعة بن أبي عبد الرحمن (١) فقال:
(١) قال فيها: "الرائي" بتشديد الراء المفتوحة وفي آخرها الياء … وإنما قيل له الرائي لعلمه به. أي بالراي. وكان عارفا بالسنة وقائلا بالرأي.